تونس- افريكان مانجر
أفادت المدير العام للنهوض بالتشغيل بوزارة التشغيل فائزة قلال ل “افريكان مانجر” أن نسب البطالة متفاوتة بدرجة كبيرة بين الجهات، وتتجاوز النسب 25 بالمائة في ولايات تطاوين وقفصة وأقلّ من 10 بالمائة في ولايات سوسة والمنستير مثلا.
وأكدت المتحدّثة أنّ التقليص من معدّلات البطالة وخلق مواطن شغل جديدة ليس مسؤولية وزارة التشغيل، بل هو مسالة تتطلب تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني.
احداث المشاريع الخاصة
وأوضحت فائزة قلال خلال الندوة الجهوية حول التشغيل نظمتها امس السبت 23 ماي 2015 جمعية التضامن التشغيل أنّ القطاع العمومي لم يُعد اليوم قادر على استيعاب المزيد من الانتدابات، مُشيرة الى ان التوجه الحالي يقوم على تشجيع الشباب على الانتصاب للحساب الخاص وبعث المشاريع.
في المقابل قالت المدير العام إنّ الوزارة تتفهم عزوف الشباب عن العمل في القطاع الخاص وتفضيل العمل بالقطاع العام بالنظر الى ضعف الرواتب والتي لا تتجاوز في العديد من الحالات 500 دينار خاصة في السنوات الاولى من الاندماج في الحياة المهنية، وقالت مُحدّثنا إنّ التوجه العام للتقليص من نسب البطالة هو حث الشباب على المبادرة الخاصة.
وفي سياق آخر،أكدت أنّها ضدّ دعوات البعض الى تشغيل ابناء المتقاعدين في المؤسسات التي عمل فيها اباءهم. كما أشارت الى أنّ اعتماد مثل هذا التمشي يتناقض مع العدالة الاجتماعية. وافادت المصدر ذاته أنّه من الافضل الاعتماد على فتح المناظرات التي ستكون الضامن الوحيد لتكافؤ الفرص بين جميع المترشحين.
التمويل الذاتي …اشكالية كبرى
ولئن اجمعت جميع الاطراف على اهمية بعث المشاريع الخاصة والتخلص من شبح البطالة، فقد صرّح رئيس جمعية التضامن التشغيل ل “افريكان مانجر” أنّ العديد من المشاريع الخاصة كان مصيرها الفشل. وتعزى الاسباب بدرجة اولى الى غياب المتابعة والتأطير والتقييم المرحلي للمشاريع، واضاف العبيدي انّ من ابرز الصعوبات التي تواجه الراغبين في احداث مشاريع خاصة هي التمويل الذاتي مُؤكدا أن العاطل عن العمل لا يملك في أغلب الاحيان التمويل الذاتي في المقابل فإنّ هذا الشرط يعتبر السند الرئيسي حتى يتحصل الراغب في بعث مشروع على التمويلات اللازمة من البنوك.
ودعا محمود العبيدي سلطة الاشراف الى مراجعة القوانين الجاري بها العمل في مجال بعث المشاريع الصغرى والمتوسطة، مُشيرا الى ضرورة تسهيل وتبسيط الاجراءات الادارية. كما أكدّ محدثنا اهمية مشاركة النسيج الجمعياتي في الاحاطة بالباعثين الشبّان ومرافقتهم خلال الفترة الاولى بصفة خاصة من دخول مشاريعهم حيز الاستغلال.
600 ألف عاطل عن العمل
يشار الى ان عدد العاطلين عن العمل في تونس بلغ 600,5 ألف شخص سنة 2014 من مجموع السكان النشيطين البالغ عددهم 4 ملايين و14 ألف شخص، لتقدر بذلك نسبة البطالة بـ 15 بالمائة، وفق نتائج المسح الوطني حول السكان والتشغيل للثلاثي الرابع من سنة 2014 نشرها المعهد الوطني للإحصاء مؤخرا.
وكشف المسح الوطني حول السكان والتشغيل أن عدد العاطلين عن العمل من حاملي الشهادات العليا، بلغ 227,2 ألف شخص خلال الثلاثي الرابع من السنة الماضية اي بنسبة بطالة قدرت بـ30,9 بالمائة. كما بلغت نسبة البطالة لدى الذكور خلال نفس الفترة، 12,5 بالمائة مقابل 21.1 بالمائة لدى الإناث.
وقد شدّدت وزارة التكوين المهني في اكثر من مناسبة على انها تعول على برنامج دعم بعث المشاريع الصغرى كأحد أبرز الحلول لمعضلة البطالة بالنظر الى الدور المحوري الذي تضطلع به الجمعيات التنموية في إنجاح هذا البرنامج من خلال مرافقة الباعثين وتكوينهم لإنجاح مشاريعهم انطلاقا من إعداد الملف ووصولا إلى تنفيذ المشروع وتسييره.
بسمة المعلاوي