تونس-افريكان مانجر
كشفت اليوم الأحد 12 جانفي 2014 مصادر مطلعة بوزارة الداخلية ل”افريكان مانجر”أنّ الوحدات الأمنية تمكنت ليلة أمس السبت من إلقاء القبض على 16 شخصا على خلفية أحداث العنف و الشغب التي شهدها مُجدّدا حي التضامن،أحد أكبر الأحياء الشعبية بالعاصمة،مُشيرا إلى أنّ عدد المشتبه بهم يُقدر بحوالي 40 مُتهما.
أعمال إجرامية لا غير
و استنادا إلى ما أفادنا به المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه فإنّ الثابت لدى الوزارة أنّ مجموعة من العناصر السلفية أرادت استغلال الوضع لتُؤجج بدورها من حالة الشغب بحي التضامن.هذا و شدّد مُحدثنا على أنّ الأحداث الأخيرة بمناطق متفرقة من العاصمة ليست سوى أعمال إجرامية تسعى من خلالها بعض المجموعات إلى محاولة سرقة بعض المنشآت العمومية،و نفى أن تكون لهذه التحركات غايات سياسية أو هي مرتبطة بالاحتجاجات الأخيرة التي عاشت على وقعها مختلف ولايات الجمهورية رفضا لقانون الضرائب و الاتاوات الصادر بميزانية 2014.
و للإشارة فإنّ قوات الأمن استعملت قنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المجموعات التي تعمّدت إثارة الفوضى.هذا و قد شهدت أكبر أحياء العاصمة خلال 48 ساعة مواجهات بين مجموعات مجهولة و قوات الأمن و ذلك بكل من منطقة حي التضامن و الانطلاقة و المرسى و سكرة.و قد أسفرت هذه المواجهات عن اعتقال47 شخصا من المشتبه بضلوعهم في أعمال الشغب، بعد أن اعتدوا على عدد من القباضات و الفروع البنكية و محلات بيع الهواتف الجوالة،كما سُجلت محاولات لحرق مقر حركة النهضة.
هذا و قد أصدرت وزارة الداخلية بلاغا عبرت فيه لكافة مكونات المجتمع التونسي من أحزاب ومنظّمات وجمعيات ومواطنين عن شكرها للتنديد بأعمال الشغب والتخريب.كما طلبت الوزارة من الجميع الوقوف صفًا واحدًا ضدّ كلّ من يريد العبث بالأمن القومي للبلاد،مُؤكدة أنها لن تتسامح مع كلّ من حاول النيل من أمن التونسيين وذلك وفق ما يخوله القانون بالتنسيق مع السلط القضائية.
توّرط طرف سياسي وارد
و للوقوف أكثر حول حقيقة ما يجري في تونس من أحداث سيما وأنّ وزارة الداخلية و المراقبين للشأن الداخلي توقعوا حدوث أعمال إرهابية بناءا على معلومات استخباراتية،اتصلت “افريكان مانجر” برئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل ناصر سلطانة فأكد لنا أن أحداث العنف الأخيرة هي محاولة من بعض الأطراف لإدخال نوع من الاضطراب على الوضع الأمني،كما بيّن انه من غير المستبعد أن تكون لهذه العمليات غايات سياسية للتغطية على حالة الاحتقان الاجتماعي في عدد من الولايات رفضا لقانون الضرائب بميزانية 2014،و اضهار أنّ ما يجري ليس سوى أعمال إجرامية.
و أضاف مُحدثنا أن اختيار منطقة حي التضامن من ولاية أريانة يُعزى غالى هشاشة الوضع الاجتماعي وبالتالي فمن السهل اختراق المتساكنين لتوجيههم في عمليات هدفها إرباك الوضع الأمني.
و في المقابل قال ناصر سلطانة إنّ التهديدات الإرهابية تراجعت بشكل كبير الفترة المنقضية نظرا لما أبدته المؤسستين الأمنية و العسكرية من قدرة على حفظ الأمن.و في هذا السياق لاحظ محدثنا أنّ الأنشطة الإرهابية انحصرت حاليا في المناطق الحدودية و بجبل الشعانبي.
اشتباكات و استفسارات
و مازالت الاشتباكات بأحياء متفرقة من العاصمة تطرح أكثر من سؤال خاصة و قد تزامنت مع تقديم حكومة علي العريض رسميا نصّ استقالته إلى رئاسة الجمهورية ليتمّ تكليف مهدي جمعة بتشكيل فريقه الوزاري الجديد.
و ينتظر الكثيرون أن يُساهم اختيار مهدي جمعة وزير الصناعة الحالي في حكومة العريض المستقيلة في تحقيق انفراج على الوضع السياسي التونسي الذي بلغ ذروة تأزمه مع اغتيال نائب المجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي أشهر قليلة بعد إغتيال القيادي بالجبهة الشعبية شكري بلعيد.
بسمة المعلاوي