تونس-أفريكان مانجر
قال وزير الدفاع فرحات الحرشاني اليوم الخميس 16 افريل 2015 في ندوة صحفية بقصر الحكومة بالقصبة أن “نوع السلاح الذي تم استعماله في عملية باردو الإرهابية و الذي يتم استعماله كذلك في العمليات الإرهابية بالمرتفعات الغربية يدخل عبر الحدود الجنوبية الشرقية قادما من ليبيا “.
واضح في هذا الإطار وزير الدفاع الوطني أن من أولويات الوزارة “للمائة يوم “هي حماية الحدود الجنوبية الشرقية-الحدود مع الشقيقة ليبيا –و التي تمتد على 168 كلم وتربط بين معبر رأس جدير و الذهيبة .
وأشار إلى أنه تم تعزيز الحدود الجنوبية الشرقية مع ليبيا بتركيبة دفاعية وذلك بتركيز بعض الحواجز على الممرات بالإضافة إلى انجاز مراكز مراقبة على طول الشريط الحدودي لمنع تسلل العناصر الإرهابية و المهربين .
و شدد الوزير في ذات السياق على وجود علاقة خطيرة بين بارونات التهريب و الإرهاب في الحدود التونسية –الليبية مشيرا إلى أن الوحدات المتمركزة ستعمل على الحد من هذه الظاهرة .
و كانت الوحدات الأمنية و العسكرية قد تمكنت الشهر المنقضي من اكتشاف مخزنين للأسلحة ، في منطقة بن قردان و التي يوجد بها معبر رأس الجدير مع ليبيا.
حرب طويلة ضد الإرهاب
و اعتبر فرحات الحرشاني أن الحرب ضد الإرهاب هي “حرب طويلة و شاقة و تتطلب نفسا طويلا “مشيرا إلى أن هذه الحرب تتطلب كذلك إمكانيات هامة لا تهم المستوى العسكري و الأمني –معدات و تكوين -فحسب بل تتطلب مقاربة اقتصادية و اجتماعية و تربوية.
و اعتبر الوزير أن التصدي لظاهرة الإرهاب يبدأ باجتناب التهميش لبعض المناطق و خاصة منها الداخلية و الحدودية مع الكفاح ضد الفقر و العمل على تكوين الناشئة على تربية دينية صحيحة لسد الفراغ الديني الموجود لدى الفئة الشبابية في تونس.
إحداث مصحات عسكرية متعدّدة الاختصاصات
من جهة أخرى أعلن وزير الدفاع عن مشروع إحداث مصحات عسكرية متعدّدة الاختصاصات بالكاف وتطاوين لتقديم خدمات صحية في الطب العام وطب الاختصاص وطب الأسنان، من عيادات خارجية وفحوص أشعّة وتحاليل مخبرية، لفائدة العسكريين المباشرين والمتقاعدين والمدنيين التابعين لوزارة الدفاع الوطني وعائلاتهم، والمدنيين من مضمونين إجتماعيين وغيرهم.
وتشمل المصحتين على تجهيزات طبية وغير طبية متمثلة بالأساس في الأثاث والتجهيزات الإعلامية ووسائل الإتصال والمعدات الدارجة من سيارات إسعاف وخدمات
و قد خصّصت وزارة الدفاع الوطني لهذا الغرض عقارا بمنطقة تطاوين المدينة مساحته حوالي 4000 م2 وعقارا بمنطقة برنوصة بالكاف مساحته حوالي 5000 م2 وخصّصت إعتمادات مالية تقدّر بـ3 مليون دينار لكل مصحّة وستغطي كلّ من المصحتيْن مساحة 1450 م2 بالطابق السفلي قابلة للتوسيع مستقبلا.
هذا و قد انطلقت الأشغال في المصحة الكاف منذ يوم أمس و سيتم الانتهاء منها في 16 أفريل 2016 و ستغطي حاجيات الطبية لكل الشمال الغربي .
أما المصحة الثانية بولاية تطاوين فسيتم الانطلاق الفعلي في الأشغال يوم غد الجمعة 17 افريل 2015 على أن يتم استكمالها في نفس الفترة من السنة القادمة و ستغطي كذلك الحاجيات الصحية لأهالي الجنوب . تحسين وضعيات العسكريين في سياق متصل أكد وزير الدفاع الوطني أن الوزارة تعمل على متابعة وضعيات شهداء وجرحى المؤسسة العسكرية و تعمل على تسوية كل وضعياتهم المالية و الإدارية بالإضافة الى الإحاطة الاجتماعية و النفسية بعائلاتهم مع القيام بزيارات ميدانية دورية للاطمئنان على عائلات الشهداء و جرحى العمليات الإرهابية متعهدا بعمله على تحسين الأوضاع المالية و الاجتماعية للجنود و للعسكريين. في السياق ذاته أكد الوزير على أن الوزارة ستعمل على القيام بحوافز لحث الشباب التونسي للإقبال على الخدمة العسكرية مع اعتماد مناهج محدد في الانتدابات التي تقع في صفوف الجيش الوطني باعتبار الوضع الأمني الحساس الذي تعيشه البلاد بحسب تعبيره . مها قلالة