تونس-افريكان مانجر
أكد وزير النقل و اللوجستيك معز شقشوق، ان وضعية شركة السكك الحديدية حرجة جدا على كل المستويات وكل المؤشرات الحالية تؤكد إمكانية إفلاسها.
وأفاد وزير النقل واللوجستيك، خلال جلسة استماع صلب لجنة الإصلاح الإداري بالبرلمان، اليوم الاثنين، ان الشركة تعاني من وضعية مالية صعبة بسبب خسائرها المتراكمة و التي بلغت 682 مليون دينار في موفى سنة 2019 و قد تصل الى 800 مليون دينار بالنسبة لسنة 2020.
ولفت الوزير الى أن خسائر الشركة كانت في حدود 9 ملايين دينار سنة 2010 لكنها ارتفعت سنة 2019 لتصل الى حدود 113 مليون دينار ثم الى 116 مليون دينار سنة 2020.
واستنادا لما أكده الوزير فان المداخيل لا تغطي إلا 43 بالمائة من الأعباء وفي المقابل فان ديونها تقدر بـ 56.4 % حيث بلغت تجاه الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصندوق الوطني للتامين على المرض وشركة توزيع البترول 365 مليون دينار.
وأشارإلى أن أعباء الشركة تطورت من 100 مليون دينار سنة 2010 الى 145 مليون دينار سنة 2019 والى 134 مليون دينار سنة 2020 .
واعتبر الوزير ان كل المؤشرات للشركة سلبية خاصة وقد أصبحت تقترض من البنوك لخلاص أجور موظفيها و تغطية التزاماتها وهو مايجعلها عرضة للعقل و الإفلاس، مشددا على ضرورة انطلاق الدولة في عملية الهيكلة عبر وضع أهداف ورؤية جديدة تنقذها من الاندثار.
الاسباب
وفي معرض حديثه عن الأسباب التي جعلت الشركة تصل الى هذه الوضعية المالية الصعبة، قال الوزير، ان وضعية الشركة حرجة و صعبة بسبب تأخر إجراءات إعادة الهيكلة و غياب الاستثمار حيث لم يتم منذ الاستقلال الى اليوم إضافة إلا خط وحيد بقيمة 65 كلم . وهو ما يدفع الى القول بان الاستثمارات لم تكن في المستوى المطلوب فضلا عن انه لم يتم الحفاظ على السكة، وفق تعبيره.
وتابع الوزير، السكك الحديدية تعيش اشكاليات على كل المستويات، البنية التحتية و الصيانة و الاستثمار، مشيرا الى ان السكك الحديدية تتكون من 2150 كم منها 1777 كم مستغلة اي أن 18 % من السكك الحديدة غير مستغلة فضلا عن ان 21% من السكك تنطبق للمواصفات المعمول بها .
كما تحدث معز شقشوق عن اشكاليات تتعلق بالمستودعات التي بدورها تعاني من وضعية حرجة بالاضافة الى إشكاليات صيانة المعدات ووضعية العملة.
وعرج الوزير عن الإشكاليات المتعلقة بالأسطول الذي يتضمن 154 قاطرة عمرها تجاوز الـ45 سنة و بنسبة جاهزية 49 % موضحا انه لم يتم الاستثمار إلا في 20 قاطرة فقط تعاني هي كذلك من إشكاليات خلاص مع الشركة الأمريكية حيث تتم تسوية وضعيتها لعدة اسباب من بينها التضخم.
و تحدث الوزير كذلك عن وجود 30 قاطرة كهربائية عمرها 10 سنوات و لكن بنسبة جاهزيتها لا تتجاوز 76% بالاضافة الى 30 قطار ذاتي بنسبة جاهزية 30 % وهو دليل على نقص الصيانة، وفق تعبيره.
واعتبر ان إشكاليات الصيانة تتعلق أساسا بعدم إحداث مستودعات صيانة خاصة بهذه القاطرات و هو ما تسبب في عدم المحافظة عل جاهزيتها.
وخلص الوزير الى أن وضعية الأسطول كارثية، تهرم وعدم جاهزية وهو ما لا يمكن من تامين السفرات المطلوبة.
تقلص نشاط الشركة
وأفاد الوزير بان حجم نشاط الخطوط البعيدة تقلص من 6 ملايين مسافر سنة 2010 الى 3.6 ملايين فقط سنة 2019 و1.5 مليون سنة 2020، وبنسبة 40 بالمائة من سنة 2019 الى سنة 2020، مشددا على أن الأزمة الصحية ألقت بظلالها على الشركة حيث بلغت تأثيرات كوفيد-19 58%.
وأضاف أن عدد الكيلومترات المقطوعة تقلص بشكل كبير وقد تراجع من 772 كلم سنة 2010 الى 339 كلم سنة 2019 والى 200 كلم فقط سنة 2020، ميينا أن مؤشر الإنتاجية على صعيد عالمي هو 600 كلم.