تونس-افريكان مانجر
أكد رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي أنيس الجزيري، إن تونس تتقدم نحو إفريقيا رغم تنامي التحديات و تعدد الصعوبات و العراقيل في ظرف إقليمي و دولي استثنائي، وفق تعبيره.
و قال الجزيري، في تصريح لافريكان مانجر، خلال افتتاح أشغال الدورة السادسة للمؤتمر الدولي لتمويل الاستثمار والتجارة في إفريقيا، التّي تحتضن فعالياتها تونس يومي 20 و21 سبتمبر 2023، انه رغم الظرف الصعب عالميا و إقليميا تم تنظيم المنتدى بمشاركة أكثر من 50 بلد اغلبها من إفريقيا مع وفود من أمريكا و كندا و آسيا، إلى جانب أكثر من 1000 فاعل اقتصادي من العالم.
واستنادا لما أكده مصدرنا، فان المؤتمر مناسبة للتداول حول موضوع التمويلات للدول و للشركات التونسية و الإفريقية، إلى جانب مناقشة محاور تتعلق بمناخ الاستثمار و التجارة في تونس و القارة الإفريقية، وذلك بحضور ممثلين عن المؤسسات المالية الدولية و الافريقية.
اتفاقيات
وأفاد مُحدثنا، بأنه سيتم خلال المنتدى توقيع اتفاقية مع البنك الإفريقي للايراد والتصدير “افريكزيم بنك” بالإضافة الى خلق منصة تعاون ستشمل عديد المؤسسات التونسية بهدف استقطاب مشاريع كبرى في إفريقيا.
كما سيتم توقيع اتفاق مع البنك الأوروبي لإعادة الأعمار من اجل تطوير التعاون الثلاثي الأوربي التونسي الإفريقي.
وشدد على أن الدورة السادسة لمنتدى الاستثمار ” فيتا 2023″، قدمت رسالة للوفود و الدول الإفريقية مفادها أن تونس ليس بلدا عنصريا و يُرحب بالأفارقة في الإطار الذي يسمح به القانون.
كما لفت مُحدثنا، إلى أنه رغم العوائق و الصعوبات، إلا أن تونس تتقدم نحو الأسواق الإفريقية بخطى ثابتة حيث تتواجد 160 شركة في الكوت ديفوار و أكثر من 30 شركة في الكامرون إضافة إلى عديد الدول الأخرى على غرار دكار و الكونغو.
تونس بوابة الفضاء الافريقي
من جهتها وزيرة المالية، سهام البوغديري نمصية، اعتبرت خلال افتتاحها أشغال المؤتمر أن “فيتا 2023” سيكون لبنة جديدة لدفع التعاون و التكامل بين الدول الأفريقية.
و أكدت الوزيرة، أن تونس تسعى إلى دعم علاقاتها الاقتصادية والسياسيّة مع الدول الإفريقية سواء الثنائية أو متعددة الأطراف، في إطار الاتحاد الإفريقي.
وقالت وزيرة المالية، ان هذا الملتقى سيكون إطارا لتناول مواضيع تهدف إلى دعم التقارب و التعاون و الاستثمار بين الدول الإفريقية، سيّما و أن بلادنا منفتحة على التعاون مع كل دول القارة على المستوى الاقتصادي و المالي و تبادل الخبرات و التجارب، وفق قولها.
و لفتت الى أن تونس متمسكة بمشاغل القارة الإفريقية و متضامنة مع شعوبها، و ذلك إيمانا منها بوحدة المصير و حتمية التعاون فضلا عن أنها سعت دوما بالرغم من عديد العراقيل إلى دعم علاقاتها السياسية و الاقتصادية مع الدول الإفريقية سواء على الصعيد الثنائي أو متعدد الأطراف في إطار الاتحاد الإفريقي.
و أضافت نمصية: “إن واقعنا الجديد كدول افريقية على المستوى السياسي و الاقتصادي يُحتم علينا العمل على اعتماد سياسة افريقية متكاملة و فاعلة و مدعومة باجراءات ناجعة وشراكات تمكن من قراءة متبصرة للأوضاع السياسية و المالية و الاقتصادية للقارة الإفريقية بأكبر قدر من النجاعة و الفاعلية”، وفق تعبيرها.
واعتبرت، ان المنطلقات التي تدفع تونس لصياغة إستراتيجية متكاملة مع إفريقيا تستمد جذورها من الانتماء إلى فضاء موحد و استنباط مرجعية ثقافية و تاريخية تمازجت فيها الميزات الإفريقية مع الموروث التونسي.
وأكدت أن تونس تمثل بوابة الفضاء الإفريقي و منصة إستراتيجية تمكن من النفاذ إلى العمق الإفريقي و الاستفادة من فرض الاستثمار المتاحة في هذا الفضاء الذي يُعتبر اكبر ثاني اكبر قارات العالم من حيث المساحة و عدد السكان.
تونس و السينيغال
بدورها سفيرة السينيغال بتونس راما تولايا با فاي، اعتبرت، في تصريح لأفريكان مانجر، ان فيتا 2023، يُعتبر موعدا اقتصاديا هاما للقارة الإفريقية ككل وهو موعد لتبادل الأفكار و التجارب و النقاش حول مشاكل الدول الإفريقية.
وردا عن سؤال يتعلق بحجم المبادلات بين البلدين، قالت محدثتنا، “ان تونس شريك للسينيغال و العلاقات مميزة بيننا إلا أن حجم المبادلات لا يرتقي لتطلعات البلدين، وهو ما يتطلب مزيد دفع المبادلات الاقتصادية و تعزيز المعاملات في عديد القطاعات”.
و لفتت، في تصريح لأفريكان مانجر، إلى أن تونس متواجدة في عديد المجالات في السينيغال على غرار الخدمات و الصناعات الغذائية و قطاع الطيران، مشيرة إلى وجود اهتمام من قبل رجال الأعمال التونسيين للاستثمار في العاصمة داكار في مجالات مختلفة، سيما و ان السينيغال بوابة تونس نحو دول غرب إفريقيا.
و أضافت، “نتمنى كذلك أن يتوجه رجال الأعمال و المستثمرين من السينيغال الى الاستثمار في تونس”.
و في علاقة بمسألة الهجرة غير الشرعية، قالت راما تولايا با فاي، هو تحد يواجه القارة و يجب العمل اليد في اليد لمواجهته، وفق تعبيرها.
فيتا 2022
جدير بالذكر، فان الدورة الخامسة للمؤتمر الدولي “تمويل الاستثمار و التجارة في افريقيا فيتا 2022” التي انعقدت يومي 25 و 26 ماي 2022، شهدت حضور ما لا يقل عن 500 شخصية سياسية و اقتصادية من 45 دولة و أكثر من 3500 رجل أعمال تونسي و عالمي.
و كان من المفترض أن تنعقد الدورة السادسة للمؤتمر في ماي المنقضي إلا أنه تم تأجيلها.
و يُشار إلى أن تصريحات رئيس الجمهورية التي وصفت بالعنصرية بخصوص المهاجرين الأفارقة غير النظاميين في تونس أثارت جدلا واسعا في الأشهر السابقة و تسببت في دعوات لمقاطعة تونس عقب القرار الحكومي القاضي بترحيل المهاجرين الافارقة المقيمين بطريقة غير قانونية في البلاد.