تونس-افريكان مانجر
أكد المتفقد الجهوي للصحة بولاية القيروان معمر الحاجي اليوم الاثنين 2 ديسمبر 2013 ل”افريكان مانجر” أنّه تقرر فتح تحقيق لمعرفة الأسباب الحقيقة التي تسببت في وفاة امرأة في العقد الثالث من عمرها نهاية الأسبوع الماضي بالمستشفى المحلي بالوسلاتية أثناء الولادة فيما سيتحول هذه الأيام على عين المكان فريق للبحث في ملابسات الحادثة.
وأوضح المتحدث أنّ المؤشرات الأولية تُبرز أنّ الإطار الطبي و شبه الطبي لا يتحملون أية مسؤولية باعتبار أنّ الوفاة لم تكن ناتجة عن الإهمال الطبي أو نقص في المعدات و التجهيزات الطبية.
نزيف حاد تسبب في الوفاة
و بحسب المصدر ذاته فإنّ المرأة التي وضعت مولودها يوم السبت الماضي بولادة طبيعية تعكرت صحتها فيما بعد و لم تنجح محاولات الإطار الطبي في إسعافها،الأمر الذي جعلهم يُقررون توجيها إلى المستشفى الجهوي بالقيروان حيث فارقت الحياة.و أشار المتفقد الجهوي للصحة أنّ منطقة الوسلاتية تبعد تقريبا 60 كلم عن مدينة القيروان و هو ما يتطلب حوالي ساعة من الزمن للوصول غالى المستشفى.
و يبدو أنّ الوفاة بحسب محدثنا كانت ناتجة عن نزيف حاد، إلا أن مراقبين متخصصين يرون أن النزيف الحاد سببه الاهمال لهذه المواطنة بعد الولادة.
و إجمالا بيّن معمر الحاجي أنّ حالات الوفاة أثناء الولادة لا تقتصر على ولاية القيروان فقط و هي مسألة تهم كافة الولايات،موضحا أن المرأة أثناء الولادة مُعرضة إلى خطر الموت في أي لحظة.
و في سياق متصل قال إنّ تحسين الخدمات الصحية و تقريبها من المواطن في كل معتمديات الجهة يتطلب إعتمادات مالية كبيرة وهو ما لا يتوفر في الوقت الحالي.و أوضح أنّه تجري حاليا مجموعة من الدراسات للنظر في إمكانية إحداث مستشفيات جهوية جديدة في كلّ من منطقتي أولاد حفوز و بوحجلة.
احتجاجات أهالي الوسلاتية
يأتي هذا التوضيح بعد أن وجهت عائلة المرأة المتوفاة تهما لمستشفى الوسلاتية بالإهمال بسبب إصرارهم على توليد المرأة بقسم التوليد هناك رغم أن حالتها الصحية حرجة و تتطلب أخصائيين و تجهيزات ضرورية ، لكن المرأة تعرضت إلى نزيف أثناء توليدها بمستشفى الوسلاتي مما استوجب طلب الإسعاف من أجل نقلها إلى مستشفى ابن الجزار بالقيروان.و بحسب تصريحات إعلامية لأهالي الضحية فان سيارة الإسعاف جاءت متأخرة .
و قد خرج اليوم أهالي الوسلاتية بدعوة من الاتحاد الجهوي للشغل في مسيرة للمطالبة بتحسين الخدمات الصحية بالجهة،و في قد سبق للكاتب المحلي للشغل سمير الشهايبي أن أكد أنّ هذه الحادثة ليست الأولى موضحا أنه تم إصدار بيان يحتوي مطلبين أساسيين يتمثل الأول في ضمان حق الفقيدة من خلال فتح تحقيق جدي وشفاف للكشف عن ملابسات الحادثة وتحميل المسؤوليات لأصحابها.وأضاف الشهايبي أن المطلب الثاني يتمثل في التسريع بالنهوض بالقطاع الصحي بالجهة.
استشارة وطنية
هذه الحادثة ليست الاستثناء،وقد تم تسجيل حالات مماثلة في عدد من المستشفيات العمومية و حتى في المصحات الخاصة الأمر الذي بات يطرح أكثر من سؤال عن أسباب تواصل تسجيل هذه الحوادث بالرغم من وجود العديد من الكفاءات التونسية المشهود بخبرتها في القطاع الطبي محليا و دوليا.و هو ما جعل البعض يُرجح فرضية الإهمال و التقصير.
و لحسم الموضوع أعلنت الشهر المنقضي وزارة الصحة أنّه سيتم قريبا تنظيم استشارة وطنية في تونس من أجل الإسراع في تخفيض عدد وفيات الأمهات،ويندرج تنظيم هذه الاستشارة في إطار تفعيل أهداف الألفية التي ترمي إلى تخفيض نسبة وفيات الأمهات من 18 وفاة عن كل مائة آلف ولادة حية بحلول سنة 2015 علما وأن المعدل يبلغ حاليا في تونس42 وفاة عن كل مائة ألف ولادة حية. كما أن 36 بالمائة من الوفيات في علاقة بنزيف الولادة.
بسمة المعلاوي