قال السفير وليام تايلور المنسق الأمريكي، المنسق الخاص بعملية التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط ان استقبال الوزير الأول في الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي خلال الأسبوع المنقضي بواشنطن يمثل اعترافا من الادارة الأمركية بالخطوات الجريئة التي قامت بها الحكومة لتمكين التونسيين من بلوغ هذه المرحلة من مسار الانتقال الديمقراطي .
وأعرب خلال لقاء بوسائل الاعلام يوم الجمعة بمقر السفارة الأمريكية بالبحيرة عن اليقين بأن الحكومة المقبلة التي سيختارها المجلس الوطني التأسيسي ستكون بدورها محل ترحيب بواشنطن باعتبارها نتاج انتخابات حرة وشفافة وترجمة لارادة الشعب التونسي.
ولاحظ “ان تونس التي تستعد لانتقال تاريخي يراقبه العالم بأسره، لها كل الامكانات لتنجح اكثر من غيرها في تحقيق التحول الديمقراطي المنشود وان تكون نموذجا يحتذى لدول الربيع العربي ” مضيفا بقوله ” نحن هنا لدعم الشعب التونسي والوقوف إلى جانبه” في سعيه إلى تحقيق انتقال ديمقراطي عبر انتخابات حرة وشفافة يعبر فيها عن رايه بكل حرية ويختار فيها من يمثله بعيدا عن اي تدخل خارجي.
ونفى في هذا الصدد ان تكون لدى الادارة الأمريكية اي نية للتدخل في خيارات الشعب التونسي في تقرير مصيره، موضحا بالقول ” لقد تعلمنا من اخطائنا في كل من افغانستان والعراق على وجه الخصوص، فالشعوب عليها ان تختار مصيرها بنفسها، وهو ما نريد اثباته للتونسيين اليوم”.
وبين ان دعم الادارة الأمريكية لمسار اللانتقال الديمقراطي في تونس لا يقف عند حدود موعد 23 أكتوبر “الذي يعد محطة أولى ستتلوها محطات أخرى للسير نحو تونس جديدة متقدمة ومزدهرة”، بل كذلك عبر جملة من البرامج التي وضعتها ادارة اوباما وستعمل من خلالها على دعم الشعب التونسي .
ولاحظ في هذا السياق ان “فيلق السلام” الذي سيعود مكتبه إلى تونس قريبا، إلى جانب مؤسسة تحدي الألفية التي اختارت تونس كعضو مؤهل في برامجها سيكون لهما دور هام في تعزيز علاقات التعاون بين الولايات المتحدة وتونس موضحا ان الموارد المخصصة لهذين البرنامجين هي جاهزة حاليا للاستغلال.
واعرب عن اليقين بأن الكنغرس سيوافق خلال شهر ونصف على أقصى تقدير على برنامج “ضمانات القروض” الذي سيخول للحكومة الأمريكية تقديم ضمانات قروض لتونس بقيمة 30 مليون دولار لدعم جزء هام من الميزانية وكذلك على برنامج”صندوق مشاريع تونس” الذي سيوفر مبالغ أولية بقيمة 20 مليون دولار لدعم نمو القطاع الخاص واحداث المؤسسات الصغيرة والمتوسطة .
وحول انتظارات الولايات المتحدة الأمريكية من انتخابات 23 أكتوبر، وايفادها ملاحظين بهذه المناسبة،عبر تايلور عن مدى اعجابه بما لمسه لدى الشعب التونسي من رحابة صدر لاستقبال الملاحظين الأجانب وهو ما يعكس مدى الثقة في قدرته على تنظيم انتخابات حرة وشفافة .
ومن جهته افاد السفير الأمريكي بتونس غوردن غراي ان حوالي 130 ملاحظا، من مركز كارتر(50)، والمعهدين الأمريكيين الديمقراطي (40) والجمهوري (40) سيحلون “ضيوفا” على تونس لمتابعة انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، إلى جانب عضوين من الكنغرس ووفد من منظمة الأمن والتعاون، مضيفا ان السفارة الأمريكية ستوزع عددا من ملاحظيها في مكاتب الاقتراع.
وحول لقاءاته بمسؤولي عدد من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، قال تايلور “لقد فوجئت بعدم وجود تطرف لدى الأحزاب رغم اختلافاتها الايديولوجية ” معربا عن اعجابه الشديد بما وجده لدى الشعب التونسي من “تسامح ووسطية” .
وأكد بالقول “على التونسيين ان يغتنموا فرصة هذه الانتخابات، ليس فقط للتعبير عن ارادتهم بحرية بل كذلك لاثبات نجاح ثورتهم امام العالم وجيرانهم على وجه الخصوص “.