تونس- افريكان مانجر
بعد تكرّر عمليّة اغتيال مدنيين وتعمّد قطع رأس الرّاعي الطّفل وارساله لعائلته وقبلها بأيّام نشر فيديو يظهر كيفية اعدام راعيي الأغنام نجيب القاسمي وسامي العياري، وما تضمنه من تهديد ووعيد لشخصيات سياسية واعلامية، أكد عدد من المراقبين للشّأن العامّ أنّ الإرهاب دخل مرحلته الأخيرة وبلغ أخطر درجة، حيث يمكن بهذا الشّكل أن يتكرّر السيناريو الجزائري ويصبح المواطن مستهدفا من قبل المجموعات الارهابيّة لترهيبه وتخويفه حتّى يمتنع عن التّبليغ عنها في صورة رصد تحرّكاتها.
وفي هذا الإطار اكد العميد المتقاعد بالجيش الوطني ورئيس مركز دراسات الامن الشاملمختار بنصر، أن الفيديو الأخير الذي نشرته كتيبة عقبة ابن نافع والذي يظهر كيفية اعدام راعيي الأغنام نجيب القاسمي وسامي العياري، وما تضمنه من تهديد ووعيد لشخصيات سياسية واعلامية، هو ارهاب للشعب التونسي ككل، مضيفا ان ما حدث للراعي الصغير هو تأكيد لارهاب هذه المجموعات وإيغالها في الوحشية.
بث الرعب والخوف والقتل في الأوساط الجبلية
أوضح مختار بالنصر في تصريح إعلامي أن الهدف الأساسي من وراء العملية الارهابية التي تعرض لها الطفل، وبهذه الطريقة البشعة في القتل، هو بث مناخ من الرعب والخوف والقتل في الأوساط الجبلية وفي السكان القاطنين بتلك المنطقة ليتركوا منازلهم هربا من عملياتهم، ولتبقى تلك الأماكن تحت تصرف المجموعات الارهابية.
وأوضح نفس المصدر أن هذه الطريقة اعتمدتها المجموعات المقاتلة في سوريا، التي كانت تبث الرعب والخوف في صفوف السكان ليتركوا منازلهم على ذمة تلك المجموعات.
وأكد رئيس مركز دراسات الامن الشامل أن الجيش الوطني منذ وقوع الحادثة وهو على الميدان لتعقب الارهابيين والقبض عليهم أو قتلهم، مشددا على أن هذه العمليات يجب أن لا ترعب الشعب التونسي، ويجب أن تدفعهم نحو وحدة الصف.
ولم يستبعد مختار بالنصر أن تكون هناك عمليات ارهابية قادمة قد تستهدف العاصمة، خاصة بعد الكشف عن المخططات التي كانت تستهدف سوسة وإلقاء القبض على عناصر الخلية الارهابية، مؤكدا ضرورة أن يكون المواطن والأمن والجيش على يقظة تامة.
“بصمة داعشية بامتياز”
من جهة أخرى أكّدت رئيسة المركز الدّولي للدّراسات الاستراتيجيّة الأمنيّة والعسكريّة بدرة قعلول في تدوينة على صفحتها الرّسميّة على الفايسبوك أنّ الطفل الذي قطع رأسه وفصلعن جسده هي “بصمة داعشية بامتياز” و هي ا”لثقافة الداعشية” ثقافة الدم و ثقافة القتل و قطع الرؤوس و اعدامات الاطفال، مستنكرة مقترح بعض الأطراف استقبال العائدين من سورياوتأهيلهم بمراكز للتأهيل و الاندماج والمصادقة على قانون التوبة لفتح المجال أمام هذه المجموعات للعودة إلى تونس.
يذكر أنّ الطّفل الذي تمّ اعدامه من قبل عناصر ارهابيّة اتّهم بالتّجسس عليه، حيث أكد محمد السلطاني، شقيق الشهيد مبروك السلطاني أن الإرهابيين اتهموا شقيقه وقريبه بالتجسس عليهم ونقل تحركاتهم لقوات الأمن والجيش الوطني و اتهموهم بالخيانة.
وأفاد بأنهم ناولوا مرافق الشهيد سائلا مخدرا حتى يتمكن من السيطرة على تصرفاته واعصابه بغية النزول سالما من الجبل و الوصول الى اهله وتسليمهم رأس الشهيد