تونس- افريكان مانجر
رغم تراجع القدرة الشّرائيّة للتونسي بأكثر من 50 بالمائة وإنخفاض معدلات النمو الاقتصادي، إلاّ أنّ نسب الإقبال على التّعليم الإبتدائي الخاصّ في إرتفاع متواصل خلال السنوات الاخيرة.
ويعُزى ذلك إلى فقدان الثّقة في التّعليم العمومي وفق تصريحات الخبير الإقتصادي وجدي بن رجب لـ ″أفريكان مانجر″.
60 ألف تلميذ في المدارس الابتدائية الخاصة
وأوضح المتحدث ذاته أنّ الإقبال على المدارس الخاصّة تتطوّر بشكل ملحوظ، حيث كان سنة 2010-2011 في حدود 25 ألف تلميذ ليصبح سنة 2015-2016 يناهز 60 ألف تلميذ أي بزيادة تقدّر بـ233 بالمائة، مع العلم وأنّ الزّيادة العامّة في نسبة التّلاميذ إرتفعت بنسبة 5 بالمائة فقط.
في سياق متّصل، أضاف بن رجب أنّ عدد المدارس الخاصّة كان سنة 2010-2011 في حدود 109 مدرسة ليصبح سنة 2015-2016 في حدود 324 مدرسة أي بزيادة تناهز 297 بالمائة، مبيّنا أنّ 141 مدرسة خاصّة متركّزة في تونس الكبرى (حوالي 44 بالمائة) و62 مدرسة أي ما يمثّل نسبة 19 بالمائة متمركزة في المناطق الدّاخليّة.
وعن أسباب هذا الإقبال الكبير على المدارس الخاصّة، أبرز نفس المصدر أنّ ضعف الدّولة إنعكس على البنية التّحتيّة للمدارس من حيث الصّيانة والتّجديد و جودة التّعليم… كما أنّ إرتفاع نسبة الإحتجاجات والإضرابات في قطاع التّعليم العمومي دفع الكثيرين إلى التّخلي عن القطاع العمومي لفائدة الخاصّ، هذا علاوة على أنّها أصبحت هناك أزمة ثقة في قطاع التّعليم العمومي، وهو ما يفسّر إقبال نسبة هامّة على التّعليم الخاصّ من الطّبقة المتوسّطة والطّبقة القريبة من الفقر على حدّ تعبيره.
القطاع العمومي… نقائص بالجملة
وأكّد الخبير الإقتصادي أنّ من حقّ التّعليم الخاصّ أن يتركّز وينتشر، لكن على الدّولة أيضا أن تغطّي النّقائص على مستوى البنية التّحتيّة للمدارس العموميّة وعلى مستوى جودة التّعليم وعلى مستوى الأنشطة لأنّ التّعليم المجاني حقّ دستوري وجودته واجبة، مضيفا أنّ ناجي جلّول يقوم بإصلاحات في قطاع التّعليم الخاصّ ومن المنتظر أن يتحسّن شيئا فشيئا السنوات القادمة.
المدارس والتجاذبات السياسية
من جهة أخرى، قال وجدي بن رجب إنّ قطاع التّعليم في منعرج خطير إمّا أن يتحسّن أو يزداد سوء. ولتحقيق نجاحات ملموسة في قطاع التّعليم العمومي يجب إسترجاع الثّقة فيه من خلال إبعاد المؤسّسة التّربويّة عن التّجاذبات السّياسيّة والقطع مع الإضرابات والإحتجاجات وتوفير جودة في التّعليم وفي البنية التّحتيّة وتأمين سلامة التّلميذ…، مؤكّدا على أنّ إصلاح المنظومة التّربويّة والعموميّة من أهمّ التّحديات التي تفرضها المرحلة الرّاهنة.
وأضاف مصدرنا أنّه حتّي في الإقتصاديّات الرّسماليّة التّعليم الإبتدائي مجّاني أو شبه مجّاني ويمكن لبلادنا أن تستأنس ببعض التّجارب الأجنبيّة وتتّخذها نموذجا في بعض المدارس وتقيّم جدواها قبل تعميمها.