تونس-افريكان مانجر
إعتبرت رئيسة نقابة السجون والإصلاح ألفة العياري في تصريح ل” افريكان مانجر ” أنّ الإنتقادات المُوجهة لإدارة السجن بالمرناقية على إثر وفاة رجل الأعمال الجيلاني الدبوسي صباح الخميس 8 ماي 2014 لا مُبرّر لها، مُوضحة أنّ الإدارة لا علاقة لها في منح بطاقات السراح للمسجونين.
العلاج في مصحات خاصة
و فنّدت العياري كلّ الاتهامات بخصوص تقصير المؤسسات السجنية في العناية بالمرضى، قائلة إنّ الإدارة العامة للسجون تكلفت في عدد من الحالات بإجراء عمليات جراحية فاقت كلفة الواحدة 22 ألف دينار. في المقابل لم تُخف محدّثنا ضعف الإمكانيات المادية الموضوعة على ذمة السجون و مع ذلك تحرص الإدارة على توفير العلاج اللازم و تتكلف بمصاريف علاج السجناء الذين لا عائل لهم على حدّ تعبيره.
و للوقوف أكثر على حقيقة الوضع الصحي للسجناء إتصلت ” افريكان مانجر ” بزهير مخلوف عضو منظمة العفو الدولية فأفادنا أنّ السجون التونسية تُسجلّ سنويا ما بين 8 و 10 وفيات في صفوف السجناء بينها حالات لمن يُعاني من أزمة صحية خطيرة، و أفاد ذات المصدر أنّ الإدارة العامة للسجون لا تتحمّل مسؤولية حالات الوفيات على غرار حادثة وفاة رجل الأعمال الجيلاني الدبوسي لأنّ المسؤول الأول هو لجنة العفو الخاص برئاسة الجمهورية و التي تُعاني على حدّ قوله من عدّة إخلالات.
عزوف الأطباء عن العمل بالسجون
و أضاف مخلوف أنّ رئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي منح العفو في أكثر من مناسبة لسجناء متهمون بقضايا كبرى بينهم من هو متهم بجرائم شنيعة على غرار إمرأة قتلت والدها عمدا وقطعت جثته إلى أجزاء، و كان من الأجدر به أن يمنح العفو لمن يُعانون من وضع صحي حرج حسب قوله.
و في سياق متصلّ قال عضو منظفة العفو الدولية إنّ الحديث عن تردي الوضع الصحي لبعض المساجين مرّده عدّة أسباب خارج عن نطاق الإدارة العامة، من ذلك قلّة الأطباء جرّاء عزوف الكثير منهم عن العمل بالوحدات السجنية مُشيرا إلى أنّ العديد من الممرضين يرفضون الإلتحاق بالعمل بهذه المؤسسات. و أكد محدّثنا أنّ عدم توفر سيارات إسعاف هو أيضا من أبرز الإشكاليات التي تشكو منا السجون فضلا عن نقص الأدوية و عدم أهلية الأعوان للقيام بالإسعافات الأولية.
كما إعتبر مخلوف أنّ تفاقم الإكتظاظ داخل السجون من أهمّ العناصر المُسببة للأمراض، ذلك أنّ سجن المرناقية مثلا يضمّ حاليا ما يفوق 6 آلاف سجين في حين أن طاقة الإستيعاب الحقيقية لا تتجاوز 2000 سجين و هو ما يزيد في نسبة انتقال العدوى.
الإكتظاظ و ” اللواط”
و ما يزال وضع السجناء في تونس يطرح أكثر من سؤال على عدّة أصعدة، و في آخر تقرير أوردته المفوضية السامية لحقوق الإنسان الشهر الماضي فإنّ عدد النزلاء في بعض السجون التونسية يتجاوز طاقة استيعابها الحقيقية بـ”16 ضِعفا”، مشيراً إلى أن الاكتظاظ والبنية التحتية المتهالكة للسجون التونسية تتسبب في تردي الحالة الصحية للسجناء.
وأضاف ذات التقرير أن الاكتظاظ يؤثر على النظافة الشخصية للمساجين باعتبار ان الوقت المخصص للاستحمام أقلّ من اللازم الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأمراض الجلدية مثل الجرب بين السجناء خصوصاً في الصيف، لافتاً النظر إلى ان عضلات المساجين تصاب بالهزال لأنهم لا يتحركون ويقضون 23 ساعة في اليوم داخل الزنزانات.
فيما حذّرت منظمات حقوقية تونسية من أنّ الإكتظاظ يكثر الأمراض خاصة وان بعض المساجين يمارسون «اللواط» الشيء الذي قد يؤدي إلى تفشي أمراض خطيرة كالسيدا .
بسمة المعلاوي