افريكان مانجر
اكد اليوم الأربعاء وزير الصناعة و التجارة زياد لعذاري انه لا يمكن لتونس ان تتقدم إلا من خلال اعتماد منظومة جديدة تقوم أساسا على المزج بين التكنولوجيا الرقمية و الاقتصاد الاخضر و ذلك من اجل تنمية نسق النمو الاقتصادي و النهوض بالتشغيل و خلق فرص عمل ذات قيمة مضافة.
و اضاف ان الحكومة الحالية تعمل على بلوغ هذا الهدف من خلال ارساء خطة عمل واضحة ترتكز اساسا على تفعيل الاستراتجيات الخاصة بالمجال الرقمي و دفع الاقتصاد الاخضر.
و اضاف الوزير خلال اليوم الاقليمي الذي نظم اليوم حول ” الخدمات الرقمية في خدمة الاقتصاد الرقمي”، ان دفع الاقتصاد الاخضر يعتبر من اهم ركائز منوال التنمية الجديد. ففي هذا الاطار تم تركيز منصة للمهن الخضراء بولاية بنزرت و العمل جاري الآن من اجل تعميم هذه التجربة على بقية ولايات الجمهورية.
لا خيار إلا الاندماج…
وشدد من جهته حبيب دبابي كاتب الدولة لدى وزير تكنولوجيا الاتصال و الاقتصاد الرقمي على اهمية هذا التوجه الذي سيساعد على تفعيل دور التكنولوجيات الحديثة في دفع وتيرة النمو الاقتصادي استنادا الى الرهانات التي يرمي الى تجسيدها مشروع المخطط التنموي 2016-2020 و خاصة تلك المتعلقة بالتشغيل. فوفقا لأخر الإحصائيات يمكن لقطاع الاقتصاد التكنولوجي ان يخلق ما لا يقل عن 10 ألاف موطن شغل وهو ما يؤكد الافاق المستقبلية لمجالات الاقتصاد الرقمي.
و تعتبر هذه الخطوة مهمة، على حد قول دبابي خاصة و ان حوالي 13 الف شخص حامل للشهادة في المجال الرقمي ينتظرون سنويا ادماجهم في سوق الشغل.
و لتحقيق ذلك، اعتبر انه من الضروري اليوم العمل على تطوير استراتجية مندمجة ذات بعد شامل تاخذ بعين الاعتبار الامكانيات المتاحة من اجل النهوض بالاقتصاد الرقمي خاصة و ان تونس ترنو إلى خلق ألف موطن شغل في أفق 2020 في مجال التكنولوجيا الرقمي.
اي دور لوكالة النهوض بالصناعة و التجديد في هذا التوجه؟
فبحسب ما افادنا به المسئول الاول عن الوكالة سمير البشوال، فان الدور الاساسي لذا الهيكل يتمثل في تجسيم التوجهات الوطنية الرامية الى الارتقاء بمردودية النشاط الاقتصادي من خلال التوجه الى القطاعات ذات المحتوى التكنولوجي العالي بما من شانه ان يساعد على تطوير المؤسسات الصناعية خاصة الناشطة في الاقتصاد الاخضر باعتباره احد ابرز مجالات استخدام التكنولوجيا الرقمية، وهو ما يقتضي تسليط الضوء على هذا الملف في اطار رؤية شاملة.
و يساهم الاقتصاد الاخضر في النهوض بعديد القطاعات على غرار رسكلة النفايات و الطاقات البديلة. يجدر الاشارة ان 10 بالمائة من الاستهلاك الجملي للكهرباء بألمانيا متأتية من القطاعات ألنظيفة كما ان المغرب تمكنت سنة 2015 من خلق اكبر مركزية لإنتاج الطاقة الفتوضوئية.
و تعتبر هذه الخطوة مهمة خاصة و ان التوقعات تتمحور حول توفير نحو 60 مليون فرصة عمل على امتداد العقدين القادمين..فيما يتعلق بتونس، فقد وضعت خططا واعدة للنهوض بالطاقات البديلة و الهادفة الى الرفع من مساهماتها في اجمالي انتاج الطاقة الى نحو 12 بالمائة في افق 2020.
و بدى محدثنا متفائلا فيما يتعلق بتحقيق الترابط بين القطاع التكنولوجي و الاقتصاد الاخضر. و استند في تفاؤله على النصوص التطبيقية لمجلة الاستثمار التي تضمنت جملة من الامتيازات الخاصة بالقطاعات الواعدة من ذلك الاقتصاد الرقمي و الاخضر.
و يتواصل العمل بالتنسيق مع باقي الاطراف الفاعلة من ذلك غرفة الصناعة و التجارة بتونس التي تعمل لدى منظوريها و المؤسسات التابعة لها على مزيد التعريف بأهمية الاقتصاد الاخضر في خلق فرص اقتصادية و اجتماعية جديدة.
و سوف تتجلى هذه المساهمة بحسب ما صرح به رئيس الغرفة منير المؤخر، في القيام بوساطة بين المؤسسات المنخرطة في مجال الاقتصاد الاخضر عبر البوابة الالكترونية “Tunisia Trading” قصد ربط الصلة بين المؤسسات المنخرطة بالبوابة على المستوى الوطني و الدولي لتنمية قدراتهم الابتكارية في مجال الاعمال و لا سيما في الانماط الجديدة للاقتصاد.
وئام الثابتي