تونس-افريكان مانجر
لا يزال التوتر يُخيم على ليبيا في ظل تطورات أمنية وسياسية متلاحقة مفتوحة على كلّ الإتجاهات بحسب عديد المراقبين حيث تعيش ليبيا و منذ الجمعة الماضي على وقع أعنف و أسوء هجمات مسلحة ضدّ جماعات إسلامية متشدّدة يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، و في ظلّ التطورات المتسارعة للأحداث بطرابلس فقد كثرت التساؤلات عن وضع الجالية التونسية المقيمة هناك و التي يصلّ عددها إلى نحو 120 ألف سيما و أنّ حكومة مهدي جمعة لم تُكلف نفسها بحسب الكثيرين “عناء” إصدار بلاغ بخصوص أوضاعهم بالشقيقة ليبيا.
اجتماعات متواصلة
و حول هذا الموضوع، أفاد الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية مختار الشواشي ل” افريكان مانجر”أنّ الخارجية تُتابع عن كثب مجريات الأحداث بطرابلس غير أنّ اتخاذ أي قرار سواء بإغلاق السفارة أو إجلاء الرعايا يتطلب دراسات و مشاورات كبيرة ، نظرا لعمق العلاقات و المصالح التي تجمع بين البلدين. و أوضح ذات المصدر أنّ وزارة الخارجية في متابعة لصيقة لما يحدث بطرابلس و ستقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب.
و يأتي توضيح ممثل وزارة الخارجية هذا، على خلفية موجة العنف غير المسبوقة التي تشهدها ليبيا منذ نهاية الأسبوع المنقضي حيث يقود اللواء المتقاعد خليفة حفتر هجومات مسلحة لمواقع تابعة لعناصر من المسلحين الإسلامين في مدينة بنغازي شرق ليبيا. و قد أودت هذه الحملة التي وُصفت بالأعنف منذ ثورة 17 فيفري بحياة ما لا يقلّ عن 60 شخصا و قد شاركت في المواجهات طائرات و مروحيات قتالية .
إجلاء الرعايا أوّلا
لا يختلف إثنان على كون إستقرار الوضع الأمني في تونس رهين مدى تطور الأحداث على الجانب الليبي لأنّها و كما يُقال المجال الحيوي أو”الحديقة الخلفية”، غير أنّ ما آثار إنتباه البعض هو شحّ المعلومات المتعقلة بأوضاع التونسيين المقيمين بطرابلس، و في هذا السياق دعا الخبير في الجماعات الإرهابية علي زرمدين الحكومة التونسية إلى الإسراع بإجلاء رعاياها و لو بمساعدة أطراف أجنبية مُؤكدا أن الأحداث ستشهد إنزلاقات أخطر في قادم الأيام على حدّ قوله.
و أضاف في تصريح ل” افريكان مانجر” أنّ المستجدات تُؤكد الغياب المطلق للدولة الليبية، و بالتالي يجب على الحكومة التونسية أخذ الإحتياطات اللازمة و المُسارعة بإجلاء مواطنيها. و أفاد محدثنا أنّه يجب التدقيق جيّدا و الإنتباه في هويات الليبيين الراغبين في الدخول إلى تونس لأنّه و في مثل هذه الحالات من غير المستبعد أن تتحوّل تونس إلى ساحة للمعارك الليبية.
وضع على غاية كبيرة من التعقيد
من جانبه دعا اليوم الاثنين رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عبد الستار بن موسى الحكومة التونسية إلى التحرّك على جميع المستويات ضمانا لأمن و سلامة ما لا يقلّ عن 120 ألف تونسي يُقيمون في ليبيا، و أوضح بن موسى في تصريح ل” افريكان مانجر”أنّ الوضع الأمني في ليبيا على درجة كبيرة من التعقيد. و بيّن ذات المصدر أنّه ليس من إتخاذ قرار بغلق السفارة ليس حلاّ خاصة و أنّ تونس تسعى منذ قرابة شهرين تقريبا إلى الوصول على إتفاق لإطلاق سراح الدبلوماسيين المختطفين بطرابلس، لكنّه طالب الحكومة بالتحرّك على جميع المستويات قصد ضمان أمن و سلامة كافة أفراد الجالية.
بسمة معلاوي