تونس- افريكان مانجر
كشف تقرير صادر عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أنّه تمّ خلال شهر نوفمبر المنقضي رصد 390 تحركا احتجاجيا مقابل 910 تحركا خلال شهر أكتوبر.
وقد تصدّر القطاع التربوي طليعة الاحتجاجات بنسبة 23.4 بالمائة، يليه الاحتجاجات التي لها علاقة بالأوضاع الاجتماعية على غرار البطالة وتدهور القدرة الشرائية وإنقطاع الماء الصالح للشراب.
تراجع الاحتجاجات السياسية
وإستنادا إلى ما صرّح به عبد الستار السحباني عضو المنتدى ل “افريكان مانجر” فإنّ هذا التراجع الكبير للتحركات الاحتجاجية مرّده العملية الإرهابية الغادرة التي استهدفت حافلة الامن الرئاسي يوم 24 نوفمبر الماضي، وأكد المصدر ذاته أنّه مع بداية فصل الشتاء يُنتظر أن تُسجل أشكال جديدة من الاحتجاجات التي لها بالأوضاع المناخية وموجات البرد كما يتوقع تسجيل احتجاجات لها علاقة بالملف التنموي أو بالوضع الاقتصادي العام.
في المقابل، أفاد عبد الستار السجباني أنّه سجل خلال نوفمبر الماضي تراجعا هامّا في الاحتجاجات ذات الخلفيات السياسية. وأضاف أن الاحتجاجات التي كانت في الغالب نتيجة العمل التعبوي للجمعيات تراجعت هي الأخرى مقابل رصد ومتطور في الاحتجاجات النقابية نتيجة مفاوضات الزيادة في أجور العاملين في القطاع الخاص.
11 حالة انتحار ومحاولة انتحار في القيروان
وبخصوص حالات الانتحار ومحاولات الانتحار المسجلة، فقد قدّر عددها ب 36 حالة توزعت على 15 ولاية. وتًشير الإحصائيات الصادرة عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أنّ ثلث حالات الانتحار ومحاولات الانتحار تمّ تسجيلها بولاية القيروان التي تعبر “نقطو سوداء” في هذا الجانب.
في المقابل سُجل تراجعا هاما في انتحار ومحاولات انتحار الفتيات فيما حافظت الشريحة العمرية التي تتراوح بين 26 و35 سنة على تصدر القائمة.
إرتفاع الحوادث الإرهابية
وبخصوص الإحصائيات الخاصة بالعنف، جاء في تقرير المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أنّ شهر نوفمبر الماضي إتسم بإرتفاع حوادث العنف من النوع الإرهابي حيث بلغ عدد الحالات المرصودة 13 توزعت على 10 ولايات وهي سيدي بوزيد وجندوبة ومنوبة والقصرين وقفصة وأريانة وزغوان ومنوبة وتونس العاصمة والقيروان.
في المقابل تراجعت حصيلة العنف الجنسي المرصودة خلال شهر نوفمبر 2015 مقارنة بالأشهر التي سبقته، حيث سجلّ 6 حالات إعتداء جنسي، استهدفت في حالتين أطفال دون ال 15 عاما وحالة عجوز فوق الستين والبقية كانت ضحاياه نساء وفتيات حسب ما جاء في ذات التقرير الصادر اليوم الأربعاء 16 ديسمبر 2015.
تعطل المفاوضات… والاضرابات
وقد رجح عضو المنتدى عبد الستار السحباني عودة الحراك الاجتماعي بقوّة خلال شهر جانفي 2016، سيما مع تواصل تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
كما قال المتحدّث ذاته إنّ المنتدى له عديد المآخذ بخصوص ميزانية الدولة لسنة 2016 وحول آداء الحكومة والوضع الاقتصادي والوضع البيئي والتربوي والصحي والأوضاع الامنية والمفاوضات الاجتماعية.
وشدّد السحباني على أنّ تعطل مفاوضات الزيادة في أجور القطاع الخاص ستفرز توترا كبيرا في الشارع، وكان هذا الفشل في الاتفاق بشأنه قد برزت ملامحه مع الإضراب العام الجهوي الذي شهدته مؤخرا ولاية صفاقس والذي كان سيعقبه اضرابات جهوية في مختلف ولايات الجمهورية غير أنّ العملية الارهابية بمحمد الخامس أجلت هذا التصعيد.