تونس-افريكان مانجر
اكد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في تصريح لعبد الباري عطوان ان مبادرته التي اطلقها لتشكيل الحكومة كانت من بنات أفكاره ولم يتشاور حولها، او يبلغ عنها اي أحد بما في ذلك الشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الذي زاره في قصر قرطاج قبل اعلانها.
وعن كيفية الوصول الى هذه القناعة والدعوة لمثل هذه الحكومة، قال انه اهتدى بتجربة الرئيس الحبيب بورقيبة، وارثه السياسي والقيادي، فالرئيس بورقيبة شكل حكومة وحدة وطنية عام 1959 فور الاستقلال لوضع تونس في الطريق الصحيح، وتوزيع عبء المسؤولية التاريخية على الجميع في اطار المشاركة السياسية الموسعة.
في ما يلي مقتطف مما تحدث عنه عبد الباري عطوان في صحيفة الراي اليوم:
“نسأل الرئيس السبسي عن مستقبل الصيد رئيس الحكومة، وعن اسباب عدم تقديم استقالته يوم امس الاثنين، مثلما اشارت كل التوقعات، فيجيب انه كان، اي الصيد، مستعدا لتقديم الاستقالة، ولكنه (الرئيس) رفض ان يتقدم بها، وقال ان الصيد اكد له انه سينفذ ما يطلب منه فورا، وثمن عاليا ثقة الرئيس به طوال الفترة السابقة، واكد ان العلاقة بينهما قوية جدا.
نسأل مرة اخرى: ولماذا تأجيل تقديم الاستقالة وهل هذا يعود الى احتمال عدم نجاح المشاورات لتشكيل الحكومة المنتظرة؟ يبتسم الرئيس ويجيب بأنه يفضل ان يظل الصيد على رأس مهامه حتى اللحظة الاخيرة، وبعد استكمال كل المشاورات لعدم حدوث اي فراغ.
لاحظت ان الرئيس السبسي فاقد الامل في مشاركة احزاب اليسار في الحكومة الجديدة، ويشتكي من خطابها الانتقادي الحاد، مثلما لاحظت ايضا ارتياحه للتعاون الكامل من قبل زعيم حزب النهضة لخطوة حكومة الوحدة الوطنية، وهناك توجهات بأن يقتسم الحزبان الرئيسيان في البرلمان، النهضة ونداء تونس النصيب الاكبر من المقاعد، في حال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
اليوم الاربعاء سيحل الى قصر قرطاج مختلف قادة الكتل والاحزاب السياسية تلبية لدعوة الرئيس الى اجتماع موسع للتشاور حول المشاركة في الحكومة، وربما توزيع الحقائب الوزارية اذا سارت الامور وفق طموحات الرئيس.”