تونس-افريكان مانجر
تتجدد مشكلة النقص في عدد المعلمين في بداية السنة الدراسية الجديدة و بالرغم من مرور حوالي شهر من عودة التلاميذ الا ان جل المدارس بمختلف جهات البلاد مازالت تشكو من عدم اكتمال الاطار التربوي بها.
و عدا شغورات المدرسين فان الاف المدارس التونسية تعاني من مشكلة انعدام او نقص التهيئة و الترميم حيث اظهرت عدد من الصور التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وجود اقسام مهدد بالانهيار دون تحريك ساكن من سلطات الاشراف .وهذا الوضع “المُتردي ” أثار تذمّر المواطنين ونقابات التعليم والمعلمين على حد سواء.
15 الف حالة شغور بالمدارس
و يؤكد في هذا السياق اتب عام الجامعة العامة للتعليم الأساسي المستوري القمودي ان العودة المدرسية لهذا العام كانت كارثية سيما في ما يتعلق بالكم الهائل للشغورات المسجلة في صفوف المعلمين والتي بلغت نحو 15 الف شغور الى جانب رداءة البنية التحتية بحسب تقديره .
و على سبيل الذكر و ليس الحصر، فان ولاية المهدية و بحسب المندوبية الجهوية بالمنطقة تعاني حوالي 700 حالة شغور بينما تعاني ولاية الكاف من حوالي 290 حالة شغور .و في ولاية القيروان فلا يختلف الامر كثيرا حيث تشكو المدارس من حوالي 300 حالة شغور .
هذا الوضع اضطر الوزارة التربية الى الذهاب الى الحل “الاسهل” و الذي يتمثل في انتداب عدد من المعلمين النواب حيث قامت هذه السنة بتسوية وضعيات 1300 ملف ممن درسوا إلى غاية جوان 2015 مع تقسيم البقية الى دفعتين سيتم تسوية وضعياتهم مع موفى 2019.
و بحسب نقابات التعليم فان انتداب هذا العدد من المعليمن النواب لا يعتبر كافيا لسد الشغور بكافة المناطق بينما تعلل وزارة الاشراف عدم قدرتها على مزيد القيام بانتدابات بالوضعية الاقتصادية للبلاد .
و في هذا الاطار احالت وزارة التربية ملف المفاوضات مع الطرف النقابي الى رئاسة الحكومة و التي عللت عدم قدرها على التدخل من اجل سد الشغور او اصلاح البنية التحتية للمدارس بانعدام الموارد المالية.
ارتفاع الميزانية
ورغم ارتفاع الاعتمادات التي وجهت لوزارة التربية بعنوان سنة 2017 الا انها لم تكن كافية لتسديد جميع مصاريف هذه الوزارة الحساسة . و قد بلغت ميزانية الوزارة لسنة 2017 4861.959 م.د مقابل 4525.231 م.د سنة 2016 أي بزيادة قدرها 336.728 م.د.
و تخصص الوزارة سنويا بحسب مديرة التجهيز و البناءات حوالي حوالي من 128 مليون دينار لفائدة اشغال التهيئة و الترميم الا انها لم تكن كافية لتحسين البنية التحتية لكافة المدارس .
شهر المدرسة “3”
و بعد نجاح مبادرة “شهر المدرسة 1 و 2 ” قررت وزارة التربية اطلاق مبادرة “شهر المدرسة 3″، وركّزت فيها على الجانب الصحي، من خلال تأمين مياه صالحة للشرب في المؤسسات الرسمية، لحماية التلاميذ من أمراض محتملة. كما تعمل وزارة التربية على استكمال التأهيل الكامل لمختلف المؤسسات التربوية، خلال الفترة التي تراوح ما بين عامي 2019 و2020.
هذا و خصّصت الوزارة المذكورة ، ضمن مخططها الاستراتيجي 2016 – 2020، أكثر من 72 في المائة من اعتمادات هذا المخطط لإعادة التهيئة والصيانة.
مها قلالة