تونس- افريكان مانجر
كشفت مؤشرات إحصائية رسمية أنّ كلفة رعاية الأمراض الناتجة عن التّدخين في تونس بلغت حوالي 2 مليار دينار وهو ما يمثّل 1.8 % من الناتج القومي الخام لسنة 2019.
كما يتسبّب التّدخين في حوالي 13200 حالة وفاة سنويا وهو ما يمثّل 20 % من الوفيات، فيما تبلغ نسبة التّدخين عند الذين سنهم 15 سنة فما فوق 25.1 % (48.7 % عند الذّكور و2.6 % عند الإناث) وفق عملية المسح الصحي لسنة 2016 وتبلغ نسبة التّدخين عند الذين تتراوح أعمارهم بين 13 – 15 سنة 11.7 %
هذا وتعتبر مكافحة الظاهرة في الوسط المدرسي والجامعي من أهم العناصر التي تمّ إدراجها في المخطّط العملي نظرا لرمزيّة هذه الفضاءات، خاصّة وأنّ روّادها من التلاميذ والطلبة، يمثّلون الفئة العمرية الأكثر عرضة لهذه الآفة. وفي نفس الوقت تتوفّر إمكانيّة التوصل إلى نتائج طيّبة في مجال الحدّ من تدخين أوّل سيجارة عند الأطفال التّي تبدأ وفق الدراسة المجراة سنة 2017، في سنّ 8 سنوات وهو يعتبر مؤشّرا خطيرا وجب تظافر جهود كل المتدخلين للتصدّي له، بحسب ما جاء في ورقة اعلامية صادرة عن وزارة الصحة والتي تم اصدارها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين الموافق لتاريخ 31 ماي من كل سنة.
وهذه السنة تحتفل تونس بانطلاق تفعيل عنصر مكافحة التّدخين في الوسط المدرسي والجامعي الذّي يمثّل أحد المحاور الأساسيّة للمخطّط العملي لتنفيذ الإستراتيجيّة الوطنية للوقاية ومراقبة الأمراض غير السّارية في مجال مكافحة التّدخين.
وأمام هذه الأرقام المخيفة على مستوى الوفيات الناجمة عن التّدخين في تونس والخسائر المادية المباشرة والغير المباشرة ، فانه لا خيار سوى المضي في تفعيل الإستراتيجية الوطنية متعدّدة القطاعات للوقاية ومراقبة الأمراض غير السارية والتي من أهم عناصرها مكافحة التّدخين الذي يبقى عامل الإختطار الأول والأخطر لهذه الأمراض.
كما جاء في ذات الورقة الاعلامية ان التحسيس والتّثقيف الصحي والإعلام والتكوين من أهم الآليات التي يمكن اعتمادها بطرق وآليات جديدة، على غرار وسائل التواصل الاجتماعي، والنوادي الصحية والثقافية بالمؤسسات التربوية والجامعية وإدماج معطيات و نصوص في المناهج التعليمية تبين المخاطر الناجمة عن التدخين و المنافع الكبيرة عند الإقلاع عنه، بإمكانها إكساب هذه الفئة العمرية المهارات الحياتية اللاّزمة لرفض هذه السلوكيات الخطرة والتوقي منها.