تونس- افريكان مانجر
من المنتظر أن يتمّ قريبا عرض مشروع القانون المتعلق بالوقاية والعلاج من تعاطي المخدرات على مجلس نواب الشعب للمصادقة عليه، وبالتالي تنقيح القانون عدد 52 المتعلق بالمخدرات. حيث أثبتت الدراسات أنّ إيداع مستهلك المادة المخدرة “الزطلة” السجن لم يكن بالحلّ الأمثل للحدّ من انتشار استهلاكها.
وبحسب ما أعلنه وزير العدل محمد صالح بن عيسى اليوم الخميس 23 أفريل 2015 فقد تمّ الانتهاء من إعداد مشروع القانون المتعلق بالوقاية والعلاج من تعاطي المخدرات ومكافحة التعامل غير المشروع بها المنقح لمشروع القانون عدد52 لسنة 1992 المتعلق بالمخدرات.
وأوضح في هذا الصدد أن مشروع القانون المذكور ينص على إحداث مرصد وطني للإحصاء والإعلام والتوثيق والدراسات والبحوث في مجال المخدرات والإدمان إلى جانب هيئة وطنية ولجان جهوية للتعهد والإحاطة بمستهلكي المخدرات.
200 ألف تونسي يستهلكون الزطلة
وحول هذا الموضوع، قال عبد المجيد الزحاف رئيس الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات ل “افريكان مانجر” إنّ القانون الجاري به العمل حاليا لم يخفض من معدلات استهلاك المخدرات، ودعا محدثنا الى ضرورة تخفيف العقوبات على ضدّ المستهلكين مقابل تشديد العقوبة على المروجين.
وأكد الزحاف انه في كلّ الحالات يجب إلغاء العقوبة السجنية للمستهلكين واعتبارهم مرضى وجب حمايتهم ومداواتهم عوضا عن سجنهم، مُشيرا الى ان الدول المتقدمة اتجهت نحو إلغاء العقوبات البدنية نظرا لعدم نجاعتها في مكافحة الإدمان.
وأضاف رئيس جمعية الوقاية من تعاطي المخدرات أنّ استهلاك مادة “الزطلة” انتشر بصفة كبيرة في أوساط التونسيين ويُقدّر عدد المدمنين عليها بنحو 200 ألف، 30 بالمائة منهم اناث و70 بالمائة من الذكور.
وشدد محدثنا على أنه ” من غير المعقول تسليط عقوبة بالسجن لمدة سنة كاملة على المستهلك قام باستهلاك هذه المادة المخدرة للمرة الأولى عن جهل” ,مشيرا إلى أن التجارب الميدانية أثبتت أن البعض من “التلاميذ أو الشباب بعد قضائهم المدة السجينة يصبحون بعد ذلك بالضرورة من المنحرفين مما يتسبب في تدمير مستقبل هؤلاء الشباب “.
استهلاك المخدرات في ارقام
ورغم غياب ارقام رسمية عن نسب استهلاك المخدرات في تونس، فإنّ بعض الدراسات أكدت أن نسب تعاطي المخدّرات في صفوف الشباب تبلغ قرابة 30 في المائة بين الفئة العمرية بين 13 و35 سنة، أي أن هناك أكثر من مليون مستهلك لهذه المادة بين هذه الفئات العمرية.
وكشفت هذه الدراسات أنّ 57 في المائة من المتعاطين هم من الفئة العمرية بين 13 و18 سنة، بينما تقل نسبة التعاطي تدريجيا بين الفئات الأكبر سنّا حيث تصل إلى 36.2 في المائة بين 18 و25 سنة، لتنخفض إلى 4.7 في المائة بين سن الـ25 و35 سنة، في حين لا تتجاوز نسبة المتعاطين بين 35 و50 سنة الـ 2 في المائة.