تونس- افريكان مانجر
50 % هي نسبة الرسوب في المراحل الاعداددية والثانوية و50 % فقط من التلاميذ المسجلين يتمكنون من بلوغ مستوى البكالوريا فيما تبلغ نسبة الأطفال الذين ينقطعون عن الدراسة قبل البكالوريا 75% و60 % من الأطفال ما بين 7 و14 سنة لا يُجيدون القراءة… هذه عينة من بعض الأرقام التي تُؤكد التراجع الكبير لمستوى التعليم في تونس وفق ما أفاد به معز الشريف رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل.
تراجع مستوى تلاميذ السنوات الأولى والثانية
وأشار في حوار مع “افريكان مانجر” الى الإجراءات المعتمدة حاليا في القطاع التربوي للحدّ من إنتشار فيروس كورونا لا تتلاءم مع بيداغوجيا التعليم، واصفا الدراسة بنظام الفرق بالقرار التمييزي” بإعتبار ان اغلبية الأطفال أبناء العائلات المعوزة ومحدودة الدخل لا يتحصلون على الحدّ الأدنى من التعلم لعدم التحاقهم بالمحاضن المدرسية او الحصول على دروس خصوصية.
وشدّد المصدر ذاته، على ان التراجع في المستوى البيداغوجي تم تسجيله بصفة خاصة السنوات الأولى والثانية من التعليم الابتدائي ذلك ان نسبة هامة منهم لا تُجيد القراءة والكتابة، وهو الحدّ الأدنى للتعليم.
وأضاف ان الجمعية تُطالب باستئناف الدراسة بالتوقيت العادي وإلغاء العمل بنظام الفرق مؤكدا رفضهم لمقترحات الجامعة العامة للتعليم الثانوي القاضية بتعليق الدروس لمدة 10 أيام بكافة المستويات الدراسية باستثناء الأقسام النهائية أي الباكالوريا والتاسعة أساسي، وذلك نظرا لتدهور الوضع الوبائي لفيروس كورونا بالمؤسسات التربوية.
ولفت الى ان اضراب القيمين والقيمين العامين بالمدارس الإعدادية والثانوية عمّق تراجع مؤشرات جودة بسبب تغيب التلاميذ وعدم التحاقهم بمقاعد الدراسة دون علم الاولياء.
وتابع :” نقابات التعليم ليس لها أي إلتزام تجاه التلاميذ وهي تُدافع بدرجة أولى عن مصالح منظوريها أما الحكومة فهي مطالبة بمراعاة مصلحة التلميذ والعودة الى اعتماد النسق العادي للدراسة مع احترام البروتكول الصحي توقيا من إنتشار الوباء”.
قرار سياسي
وإعتبر رئيس الجمعية أنّ قرار التدريس يوم بيوم قرار سياسي بدرجة أولى، ولم يستند على رأي اللجنة العلمية وفق قوله.
واستنادا الى اخر المؤشرات الإحصائية الصادرة عن وزاة الصحة، فقد تم تسجيل 84 إصابة جديدة بفيروس كورونا بين يومي 12 و13 افريل الجاري ليرتفع بذلك العدد الجملي للاصابات الى 9471.
وأكد محدّثنا ان مستوى التعليم في تونس متدّني جدّا، مشيرا الى ان نحو 60 بالمائة من الأطفال بين 7 و14 سنة لا يحسنون القراءة والكتابة ومع تواتر الغيابات وإلغاء التقييمات سيُؤدي الى مزيد تراجع المستوى.
وكشف أيضا ان نسبة الرسوب في الاعداديات والمعاهد الثانوية مرتفعة جدّا وهي في حدود 50 %، في حين ان 50 بالمائة من التلاميذ لا يبلغون مستوى البكالوريا في حين ان 75 % من المغادرين لمقاعد الدراسة لم يصلوا الى مستوى البكالوريا.
لا فائدة من مشاركة تونس في تقييم “PISA” ؟
وكشف أنّ وزير التربية صرّح سابقا بأنّه ” لا فائدة من مشاركة تونس في التقييم الدولي “PISA” ( وهي اختصار لـ “Program for International Student Assessment”، وتعني البرنامج الدولي لتقويم الطلبة)، بإعتبار ام المستوى الوطني دون المطلوب”، وفق تصريح معز الشريف.
وقال “ننتظر تفاقما في التراجع المعرفي للأطفال وإرتفاع مهول في ظاهرة الانقطاع المدرسي”، متابعا ان مغادرة مقاعد الدراسة قبل سنة 2010 كانت تتراوح بين 60 و80 الف تلميذ سنويا وخلال السنوات الأخيرة فان عدد المغادرين لمقاعد الدراسة وصل الى 100 الف، علما وان أعلى نسبة تم تسجيلها كانت خلال سنة 2014 حيث تجاوز عدد المنقطعين عن الدراسة الـ 140 الف تلميذ.
وإنتقد رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل غياب بدائل لمقاومة الانقطاع والترسب المدرسي، لافتا الى “مدرسة الفرصة الثانية” بادرة طيبة في هذا الاطار، غير انها لا تكفي بما أن طاقة استيعابها محدودة ولا تتجاوز الألف تليمذ مقابل مليون منقطع عن الدراسة خلال العشرية الأخيرة.
يٌذكر ان وزارة التربية أعلنت يوم 24 مارس الماضي، عن فتح باب التسجيل بمدرسة الفرصة الثانية بالعاصمة، للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة وانقطعوا عن الدراسة دون الحصول على شهادة مدرسية تختم مرحلة تعليمية أو مؤهل تكوين مهني.
ويمكن للمنقطعين عن الدراسة القاطنين بولايات اقليم تونس الكبرى (تونس، اريانة، بن عروس، منوبة) والراغبين في الالتحاق بمدرسة الفرصة الثانية بباب الخضراء بتونس القيام بالتسجيل الأولي عبر العنوان الالكتروني التالي 2emechance.education.tn
وينتظر ان تفتح مدرستين مماثلتين للفرصة الثانية أبوابهما في شهر سبتمبر القادم بكل من ولايتي القيروان وقابس لاستقبال التلاميذ المنقطعين عن التعليم.