تونس-أفريكان مانجر
تم اليوم الإثنين 5 جانفي 2014 تكليف الحبيب الصيد بتشكيل الحكومة الجديدة من قبل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بناء على اقتراح من الحزب الأغلبية في مجلس نواب الشعب حسب مقتضيات الفصل 89 من الدستور.
و أثار اختيار الصيد تحفظ العديد من الوجوه السياسية التونسية بين مساند له و معارض لشخصه على اعتبار “عمله مع منظومة بن علي من جهة و مع منظمة الترويكا من جهة أخرى ” .
و تساءل مراقبون في هذا السياق عن سر اختيار شخصية الصيد من بين عدد لا يستهان به من الكفاءات التونسية على الرغم من تعهد رئيس حزب الأغلبية السابق الباجي قائد السبسي تعهد بعدم تعيين رئيس الحكومة المقبلة أو وزرائه من وزراء بن علي.
و قد شغل رئيس الحكومة المكلف مناصب حكومية عديدة سابقا منها مدير مكتب وزراء الداخلية و الفلاحة و كاتب دولة لدى وزير الفلاحة و ذلك في الفترة من 1992 إلى 2000. بالإضافة إلى منصب مدير ديوان وزير الداخلية بين سنتي 1997 و2001.
النداء يرد
في هذا السياق أكد القيادي بحزب نداء تونس سليم شاكر في تصريح” لافريكان مانجر “أن تعيين الحبيب الصيد جاء على اعتباره كفاءة وطنية و من الإطارات العليا للبلاد و على أساس انه شخصية مستقلة .
من جهة أخرى نفى القيادي بحزب الأغلبية انتماء الصيد للمنظومة السابقة قائلا:”الصيد تقلد منصب كاتب دولة في عهد بن علي و لم يتولى حقيبة وزارية بالإضافة إلى تثبتنا من عدم انتمائه سياسيا أو حزبيا لمنظومة التجمع المنحل ” بحسب تعبيره .
مستشار سابق في حكومة النهضة
وقال القيادي بحزب الوطني الحر و المعني أيضا بالمشاورات الحكومية , محسن حسن ,إن شخصية الحبيب الصيد كانت شخصية توافقية بن كل الأحزاب .
و أكد على أن الصيد قد شغل مناصب حكومية في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي ,إلا انه لم يكن منخرطا في حزب التجمع بحسب تعبيره .
من جهة أخرى أشار حسن إلى أن الحبيب الصيد قد شغل أيضا مناصب حكومة بحكومة الترويكا السابقة و التي ترأسها حزب النهضة .
و قد شغل الصيد بعد الثورة منصب وزيرا للداخلية إثر إقالة فرحات الراجحي من طرف الباجي قائد السبسي آنذاك، كما تولى منصب المستشار الأمني لرئيس الحكومة الثانية بعد الثورة حمادي الجبالي.
في السياق ذاته قال الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد زياد الأخضر أن تكليف الحبيب الصيد يمثّل في جزء منه تجنّبا لغضب النهضة على حد تعبيره.
النهضة تدعم شخصية الصيد
من جهتها أعلنت حركة النهضة ,حزب ثاني أكبر كتلة نيابية بمجلس البرلمان التونسي , على لسان عدد من قياداتها استعدادها للتعاون مع رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد، معتبرين ، شخصية رئيس الحكومة المكلف تحظى بالتوافق و بالاحترام و التقدير بحسب تعبيرهم .
الجبهة تعارض و تعتبره رسالة سلبية
في المقابل قال الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي أن تكليف الحبيب الصيد أول رسالة سلبية للشعب التونسي والحكم الحقيقي سيكون من قصر قرطاج”
أكّد عضو المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي، رضا الزغمي وجود ثلاثة نقاط تُثير الجدل في شخصية حبيب الصيد، أولها أنه تحمل مسؤوليات سابقة في عهد المخلوع وهذا ما يتناقض مع تصريح سابق للرئيس السابق لنداء تونس الباجي قائد السبسي والذي أكّد فيه أنّ الحكومة القادمة لن تشمل الشخصيات الذين تقلدوا مسؤوليات سابقاً، أما ثاني النقاط فهي أنه لم يكن محل توافق بين الأحزاب عندما تمّ تكليفه سابقاً إضافة إلى بعض الأمنيين الذين رفضوا وجوده، أما النقطة الأخيرة فهي متعلقة بملامح شخصيته إذ أنّه رجل أمن أساسا وبالتالي لا يمكنه أنّ يكون الشخصية المناسبة لقيادة المرحلة المقبلة.
مها قلالة