تونس-افريكان مانجر
كشف تقرير أمريكي أدلة جديدة تؤكد تلقي تونسيين لتدريبات عسكرية في ليبيا من طرف جماعة”أنصار الشريعة” للقتال بسوريا.التقرير أعدّه مؤخرا مركز الدراسات الأمريكي”معهد واشنطن” تحت عنوان” أدلة جديدة حول وجود جماعة أنصار الشريعة في معسكرات تدريب في ليبيا”.
وقد تضمن شهادات حيّة و اعترافات لتونسيين احتجزهم السكان المحليون بمدينة درنة الليبية الواقعة شمال بنغازي بعد أن تمّ تجنيدهم في تونس من طرف عناصر جهادية.يذكر أن هذه المدينة تعتبر أحد معاقل التيار الجهادي و التي يتواجد بها عدد كبير من المعسكرات يتدرب فيها الأجانب و من ضمنهم التونسيون.
ورغم مرور أكثر من 3 أشهر على إصدار هذا التقرير فإن مصير التونسيين المحتجزين بليبيا مازال مجهولا، في وقت تتواتر فيه الأخبار لتؤكد استفحال ظاهرة الإرهاب و تفكيك شبكات أخرى كانت تعتزم السفر إلى ليبيا لتلقي التدريبات الجهادية و العودة فيما بعد إلى تونس.
شهادات حية
وبحسب ما أورده الباحث المختص في الحركات الإسلامية في معهد الدراسات الأمريكي هارون زيلين فان مقاطع الفيديو التي توثق اعترافات التونسيين تؤكد أن جماعة أنصار الشريعة في ليبيا تعمل بنشاط كبير جدّا منذ منتصف العام الماضي تاريخ تسجيل الشهادات.
الشخص الأول اسمه أسامة الجفير، ويعترف بأنه من أصل تونسي. ويقول إنه دخل بنغازي في شهر ماي 2012 لغرض التدريب على القتال في سوريا. كما يذكر أن الجماعة التي تدير هذه المعسكرات هي كتيبة «أنصار الشريعة»، واستنادا إلى ما ورد بمقطع الفيديو فإن المحتجز يصرح أن النظام في تونس يحتاج إلى الإصلاح، على عكس الواقع السياسي الليبي الذي يصفه بالمريح. ويرجح أن يكون أسامة الجفير جهادياً في الواقع لأنه يذكر أن النظم البرلمانية تتعارض مع الشريعة الإسلامية، التي يرى أنها نظام الحكم الوحيد المقبول. وعلاوة على ذلك، يذكر أن من يتدربون معه لم يشتركوا سابقاً في جهاد عسكري ويأتون من خلفيات مدنية. ويستغرق برنامج التدريب عشرين يوماً ويتضمن في المرحلة الأولى التدريب على الأسلحة فقط دون أي تعليم ديني.
أما الشهادة الثانية فهي لشخص يدعى لطفي العياري تونسي الجنسية كذلك. وبحسب ما ذكره فقد قدِم إلى بنغازي على متن طائرة في 24 ماي 2012، وانضم أيضاً إلى معسكر “أنصار الشريعة في ليبيا”الكائن في بنغازي. ويذكر أن ما تلقاه هو أقرب إلى التدريب العسكري منه إلى التدريب في قوات الشرطة. كما يؤكد على أنه قد جرى تجنيده في هذا المعسكر على يد رجل اسمه عبد الرحمن من تونس ولم يكن يعرف عن المعسكر من قبل. وعلى عكس الجفير صاحب الاعتراف الأول، يشير المحتجز الثاني إلى أن هناك أنواعاً أخرى من التدريب، موضحاً أنه اشترك في تعلم حرب العصابات ونصب الأفخاخ المتفجرة والهجمات المفاجئة. وكان من المفترض أن يستمر هذا التدريب لمدة شهر. وفي النهاية، كان هدفه هو الذهاب إلى سوريا والقتال إلى جانب “الجيش السوري الحر”.
في انتظار تسريبات جديدة
انطلاقا من الاعترافات المذكورة فإن الباحث الأمريكي هارون ي زيلين استخلص أن جماعة «أنصار الشريعة في ليبيا» لا تزال نشطة للغاية في تدريب الأفراد على القتال في سوريا. حيث أكدت الشهادة الثانية للتونسي المحتجز أن هناك شبكات تسيير نشطة بين المجندين في تونس ومعسكرات التدريب لتجهيز المقاتلين للقتال في سوريا قبل توجههم إلى الخطوط الأمامية.
و يضيف صاحب التقرير بأن هذين المقطعين لا يظهران على الأرجح سوى بعض القشور عن كيفية عمل هذه الجماعات والشبكات في انتظار تسريبات جديدة قد تكشف المزيد من المعلومات ذات الصلة بعلاقات عمليات تجنيد الجهاديين وشبكات التيسير هذه.
يتدربون في ليبيا…و يحطون الرحال في تونس
مثلما سبق و ذكرنا فإن هذا التقرير الأمريكي نُشر خلال شهر أوت 2013،و لئن أشار إلى أنه كانت توجد صعوبات لتأكيد وجود تلك المعسكرات بسبب الطبيعة السرية للجماعات الجهادية،فقد أكدت فيما بعد مصادر وُصفت بالموثوقة تداولتها مواقع إعلامية وجود مثل هذه المعسكرات داخل ليبيا.
و في كل هذا يبقى التساؤل مطروحا حول مدى متابعة السلطات التونسية للموضوع و أخذها بعين الاعتبار لمثل هذه التقارير الدولية.و في المقابل أكدت عدة تقارير إخبارية أن العناصر التونسية المسلحة متواجدة حالياً في معسكرات التدريب بجنوب ليبيا، مشيرة إلى أن أغلبها قدم من شمال مالي، وبعضها الآخر متواجد في ليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وكانت الأجهزة الأمنية التونسية قد تمكنت خلال الفترة الماضية من تفكيك شبكة جهادية تضم 21 عنصراً، بينهم أجنبي، كانت تعمل على تسفير الشباب التونسي إلى ليبيا قصد الالتحاق بمعسكرات تدريب تشرف عليها مجموعات جهادية هناك..
كما أصدرت وزارة الداخلية في وقت سابق أيضا بيان أعلنت فيه عن تفكيك شبكة تسفير لشبان تونسيين إلى ليبيا بقصد الالتحاق بمعسكرات تدريب تشرف عليها مجموعات دينية متشددة.
بسمة المعلاوي
jwplayer(“container”).setup({ flashplayer: “/jwplayer/player.swf”, file: “/images/videos/salafiste.flv”, height: 270, width: 480 });