تونس- افريكان مانجر
قال المحلل السياسي والأستاذ في تاريخ العالم العربي عادل اللطيفي إنّ تصريحات رئيس الجمهورية قيس سعيّد بخصوص تعيينات رئيس الحكومة الأخيرة ” استهتار بالدولة “، مضيفا أنّه من غير المعقول أن تتم مخاطبة رئيس الحكومة بذلك الشكل غير اللائق خاصة وأنه دستوريا هو الحاكم الحقيقي للبلاد وهو الأعلى صلاحيات ويتشاور فقط مع رئيس الدولة في حين يحاسبه البرلمان.
وكان قيس سعيد، قد انتقد التعيينات الأخيرة برئاسة الحكومة ، من خلال تأكيده على أن عددا من الأشخاص الذین یروج لتعیینهم فی عدد من المناصب لا تزال قضاياهم جاریة أمام المحاكم، وحتى وإن تأخرت الدوائر المعنیة بالبت فی هذه القضایا فإنه يتوجب انتظار الكلمة الفصل للقضاء قبل الاستعانة بهم في هذه المرحلة في إدارة الشأن العام حتی بمجرد تقدیم مقترحات أو نصائح ، وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية .
وأضاف سعيد أن المحاكم تصدر أحكامها باسم الشعب وإذا كان صاحب السیادة أدان منظومة كاملة بمؤسساتها وأشخاصها وثار علیها وسقط الشهداء والجرحی من أجل إزاحتهم، فلا مجال لان یعودوا الیوم بعد أن كانوا قد تواروا عن الأنظار ومازالت قضایاهم منشورة أمام القضاء.
وقال اللطيفي في تدوينة بصفحته الخاصة على الفايس بوك إنّ “ذلك المشهد التراجيدي للدولة يذكرني أكثر ببن علي عندما كان أعضاء الحكومة بمثابة موظفين لديه”.
وتابع “كان من باب اللياقة عدم نشر مثل تلك الكلمة احتراما لمؤسسات الدولة، أو على الأقل استعمال لغة أكثر لياقة ودبلوماسية وأكثر احتراما للدولة”، بحسب تعبيره.
ويرى اللطيفي أنّ ” الخلاف بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يعكس التعارض بين عقلية الإدارة ونجاعة الدولة لتسيير الشأن العام لدى للمشيشي… من عينهم المشيشي كانوا زملاء لقيس سعيد زمن بن علي في إطار الدولة لا أكثر…”
وقال في ذات التدوينة إنّ “قيس سعيد أصبح عبئا آخر على الدولة وهذا يحفزنا أكثر على العمل للخروج من منظومة أكتوبر 2011 من أجل تصحيح المسار…”، وفق قوله.
وكانت قد راجت خلال الأيام الأخيرة، اخبار مفادها ان رئيس الحكومة يعتزم تعيين المحافظ الأسبق للبنك المركزي توفيق بكار كمستشار للشؤون الاقتصادية وسليم التيساوي مستشارا للشؤون الاجتماعية وإلياس الغرياني مستشارا للشؤون الدبلوماسية والمنجي صفرة لم تحدد خطته بعد.