تونس- افريكان مانجر
أظهرت بيانات موقع “غلوبال بترول برايس”globalpetrolprices أن متوسط سعر البنزين حول العالم بلغ بتاريخ 27 فيفري 2023 ، 1.30 دولار أمريكي للتر.
وبحسب ذات الموقع فانه توجد فروق ملحوظة بين الدول في اسعار البنزين حيث تكون عادة في الدول الغنية مرتفعة بالمقارنة مع الدول الفقيرة، أما الدول المنتجة والصادرة للبترول فتكون الأسعار أقل منها بكثير.
كما تعود نقلا عن ذات المصدر الفروق في اسعار البنزين بين مختلف الدول إلى الدعم الحكومي للبنزين وحجم الضرائب .
العاشرة عربيا
وأشار هذا الترتيب الذي أصدره الموقع المتخصص في رصد أسعار النفط ، إلى أن تونس قد احتلت المرتبة العاشرة عربيا في ترتيب ارخص أسعار الوقود و الواحدة و العشرون دوليا بما يعادل 0,801 دولار للتر الواحد من لبنزين .
هذا و أقرت تونس في مشروع الميزان الاقتصادي الخاص بها لسنة 2023 التوجه التدريجي لتعديل أسعار المحروقات وتحرير توريد المواد البترولية حال بلوغ حقيقة الأسعار مع المحافظة على دور الشركة التونسية لصناعات التكرير في تأمين التزود وتطوير طاقات الخزن، إلى جانب التعديل التدريجي لأسعار الكهرباء والغاز مع مراعاة الفئات الضعيفة و التقدم في تنفيذ برامج الانتقال الطاقي وترشيد استهلاك المواد البترولية.
رفع الدعم كليا
و تسعى الحكومة التونسية الى رفع الدعم كليا عن المحروقات والوصول الى حقيقة الأسعار وذلك عن طريق التعديل الآلي الشهري، وفقا لما أكده مدير عام المحروقات بوزارة الصناعة والمناجم والطاقة رشيد بن دالي ، مشيرا الى أنّ الاعتمادات المرصودة للدعم أثقلت كاهل الدولة.
وأوضح المصدر ذاته في تصريح سابق لافريكان مانجر أنّ نفقات الدعم بلغت خلال سنة 2022 نحو 7,6 مليار دينار، في حين رصدت الدولة 5,6 مليار دينار لدعم المحروقات خلال سنة 2023، مضيفا أنّ قيمة التعديل الشهري لسعر البيع للعموم بالترفيع أو بالتخفيض يجب ان لا تتجاوز نسبة 7 بالمائة من سعر البيع الجاري به العمل منذ آخر تعديل، لافتا إلى أن هذه النسبة كانت في حدود 3 بالمائة قبل ان يتم الترفيع فيها الى 5 بالمائة.
كما تخطط الحكومة، في إطار إصلاح منظومة دعم المحروقات، لإلغاء الدعم عن ثلاثة أصناف من المحروقات مع موفى 2023 لتبلغ أسعارها الحقيقية على ان يطبق التعديل الآلي للأسعار خلال الأشهر المقبلة.
ويشكل تعديل أسعار المحروقات وهي البنزين العادي والغازوال والبنزين الخالي من الرصاص، من اهم توصيات صندوق النقد الدولي الذي تتفاوض تونس معه حول خطة إصلاحية متوسطة الأمد.
ضرورة إقرار الزيادات
و على عكس ما يروج له البعض، فان المشكل في تونس لا يكمن فقط في ارتفاع أسعار النفط دوليا أو لتراجع قيمة الدينار مقابل العملات الأجنبية خاصة منها الدولار الأمريكي ، إنما يكمن حقيقة في ضرورة إقرار الزيادات الشهرية لمادة البنزين كي تكون بمثابة الحل “الترقيعي” لضمان توازن الميزان التجاري للبلاد والذي تمثل فيه واردات المواد الطاقية سببا رئيسيا لعجزه و الذي تعمّق إلى حدود 23،281 مليار دينار خلال الأشهر11 الأولى من سنة 2022 مقابل عجز بقيمة 14،653 مليار دينار خلال الفترة ذاتها من سنة 2021 أي بارتفاع ناهز 58،8 بالمائة.
و للحفاظ على البعض من موازناتها أقرّت الحكومة التونسية في ميزانية الدولة لسنة 2023 تواصل الزيادات في أسعار المحروقات خلال العام 2023 حيث تضمن التنصيص على التقليص في حجم دعم أسعار المحروقات بنحو 25.7%، لتتراجع قيمته من 7.628 مليار دينار في 2022، إلى 5.669 م د، في 2023.
و حيث تعتزم تونس، التّي قامت، مؤخرا، بمراجعة طموحاتها بشأن حصّة الطّاقات المتجددة في انتاج الكهرباء إلى 35 بالمائة، عوضا عن 30 بالمائة في أفق سنة 2030، تعبئة استثمارات سنوية بقيمة 900 مليون دينار لدفع المشاريع الطّاقية المتوقعة في هذا الإطار.
ترتيب دولي و عربي
أما دوليا ، فقد صنّف موقع “غلوبال بترول برايس” فنزويلا كأرخص دولة يباع فيها البنزين بـ0,016 دولار فقط، مانحا هونغ كونغ مركز الصدارة في ما يخصّ أغلى الدول التي يباع فيها البنزين، إذ يصل فيها إلى 2,942 دولار للتر الواحد ، و قبلها الشرق الأوسط و إيسلندا .
عربيا ، تصدرت ليبيا القائمة من حيث الأرخص مبيعا للبنزين بسعر 0,031 دولار للتر الواحد، تليها الجزائر بسعر 0,337 دولار ، و من ثم نجد الكويت بسعر 0,342 للتر الواحد .
جذير بالذكر بان ، موقع Global Petrol Prices.com يتتبع أسعار التجزئة لوقود السيارات والكهرباء والغاز الطبيعي في أكثر من 150 دولة. وتستخدم بيانات الموقع للبقاء على إطلاع بتكلفة الطاقة عبر البلدان وللتحقق من الاتجاهات بمرور الوقت، وفقاً للموقع.