تونس-أفريكان مانجر
أثار عدم توافق الفرقاء السياسيين حول الشخصية المناسبة لرئاسة الحكومة التونسية القادمة قلق عدد من المتابعين للشأن المحلي التونسي خاصة وان عدم التوافق هذا اثبت وجود تناقض في المواقف حتى داخل الحزب الحاكم نفسه (النهضة)، حيث اعلن نائب رئيس حركة النهضة عبد الفتاح مورو اليوم دعمه لترشيح وزير المالية السابق جلول عياد لرئاسة الحكومة القادمة الذي هو في الاصل مرشح حزب نداء تونس، مخالفا اختيار النهضة المنحصر في أحمد المستيري، في وقت رأى فيه مراقبون أن هذا الانسداد قد يؤدي إلى انتفاض الشارع التونسي .
و في تعليق على تصريحات مورو اعتبر كاتب الدولة للهجرة و القيادي بحركة النهضة حسين الجزيري في تصريح لـ”أفريكان مانجر” ان تصريحات مورو لا تمثل حركة النهضة بالرغم من انه يعتبر من مؤسسي الحركة في تونس والرجل الثاني بالحركة بعد الغنوشي .
ليست المرة الأولى..
وأضاف الجزيري في السياق ذاته إن هذه ليست المرة الأولى التي لا يتكلم فيها مورو باسم الحركة وان تخالف تصريحاته مواقف النهضة الرسمية .
من جهة أخرى أكد رئيس الحركة راشد الغنوشي و ما يعرف بالشق المتشدد فيها عن إصرارهم على ترشيح احمد المستيري لرئاسة الحكومة القادمة مما تسبب في تعليق الحوار الوطني بسبب رفض بقية المتفاوضين لهذا المقترح بسبب سن هذا الأخير الكبير .
من جهته اكد القيادي بحركة النهضة وليد البناني لـ”افريكان مانجر” أن الحركة لن تتنازل عن ترشيح المستيري لرئاسة الحكومة القادمة و ان السن لا يمنعه عن تكبد هذا المنصب .
هذا و يستغرب عدد من المراقبين وجود هذا الصراع الداخلي داخل حزب النهضة الحاكم ذاته في مسائل جوهرية تهم البلاد و الى حد اعتبار الأمر بداية انشقاق داخل الحركة، فيما يرى آخرون من المتابعين الشأن المحلي ان مثل هذه التصريحات المتناقضة هي مجرد إستراتجية داخل النهضة لتشتيت الساحة السياسية، مؤكدين على ولاء كل قيادات النهضة لزعيمها الغنوشي .
الحلول الممكنة بعد انسداد الحوار
على إثر إعلان الاتحاد العام التوسي للشغل عن تعليق الحوار الوطني أمس الأول بسبب عدم التوافق حول شخصية وطنية معينة لرئاسة الحكومة القادمة اهتم الفرقاء السياسيون بالبحث عن حلول للخروج من هذه الازمة السياسية .
وقال نائب رئيس حركة النهضة عبد الفتاح مورو في هذا السياق اليوم في تصريحات صحفية ان الحل الوحيد في حال فشل الحوار الوطني تماما هو تقديم رئيس الحكومة الحالي علي العريض استقالته الفعلية لرئيس الجمهورية منصف المرزوقي و ان يتحمل هذا الاخير مسؤولية تعيين الشخصية الانسب بحسب القانون الموكل له .
وفي سياق متصل، صرح حسين الجزيري “لافريكان مانجر” ان هذا الحل ممكن و انه في حال اعتماد الفرقاء السياسيين هذا التمشي فان المرزوقي سيقوم بدوره بترشيح احمد المستيري لرئاسة الحكومة الشيء الذي لن تقبله المعارضة في تونس .
من جهته قال القيادي بالتحالف الديمقراطي محمد الحامدي “لافريكان مانجر” في هذا الخصوص إنه في حال تشبث النهضة بمرشحها و عدم تراجعها عن موقفها فستضطر المعارضة الى استعمال المواجهة المباشرة و الانتقال الى الشارع التونسي .
من جهة أخرى قال القيادي في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد محمد جمور في تصريح “لافريكان مانجر” انه في صورة فشل الحوار الوطني فعليا فستضطر المعارضة الى اعلان فشل هذا الحوار و وبذلك تنجح حركة النهضة في استبعاد الرباعي الراعي للحوار الوطني من الحياة السياسية بالإضافة إلى العمل الى “تقزيمه” أمام الشعب، وفق تعبيره .
موقف الرباعي الراعي للحوار
من جهتها قالت رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدي،وداد بوشماوي في تصريح إعلامي إن الرباعي الراعي للحوار الوطني قد أعطى فرصة للأحزاب السياسية لاقتراح رئيس حكومة جديد بالتوافق وإنه إذا ما فشلت هذه الأحزاب في ذلك ستقول الأطراف الراعية للحوار كلمتها الأخيرة.
وأضافت بوشماوي: ” من غير الممكن أن نبقى صامتين في ظل هذا التوتر وخيبة أمل الشعب التونسي”، وفق تعبيرها.
مها قلالة