تونس –افريكان مانجر
في الوقت الذي كان الشارع التونسي يتطلع فيه إلى اتفاق بين حركة النهضة و المعارضة خلال الجولة الأولى من جلسات الحوار الوطني حول اسم الشخصية التي ستتولى رئاسة الحكومة القادمة، طفحت على السطح بوادر أزمة في صفوف المعارضة.و أولى المؤشرات كانت بإعلان رئيس الهيئة السياسية للحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي دعمه لحركة النهضة بترشيح أحمد المستيري الوزير السابق في حكومة الحبيب بورقيبة لتولي منصب رئاسة الحكومة المقبلة فيما تمسكت بقية الأطراف بمن فيها حركة نداء تونس و الجبهة الشعبية برفضها ترشيح المستيري البالغ من العمر 88 عاما بتعلة كبر سنّه.
موقف الشابي لم يكن صادما للبعض الذين أكدوا أنهم اعتادوا منه مثل هذه المناورات السياسية،فيما رأت فيه أطراف أخرى خدمة لمصلحة حركة النهضة التي ستتسع رقعتها .
اتهام الشابي بعدم الانضباط
منعرج جديد تدخله تونس هذه الأثناء حيث يتواصل الحوار بين الرباعي الراعي للحوار الوطني و الأحزاب السياسية للوصول إلى حلّ توافقي يخرج البلاد من الأزمة السياسية التي تعيشها، و معها تختبر المعارضة أيضا مدى قدرتها على الالتزام بمواقفها.
و في هذا السياق يقول عضو المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس خالد شوكات إن المؤشرات الأولية تؤكد حدوث انقسامات في صفوف المعارضة في المستقبل نتيجة اختلاف وجهات النظر حيث أعلن الحزب الجمهوري دعمه لأحمد المستيري.
و أضاف محدثنا أن هذا الموقف لم يكن مفاجئا خاصة و أن الشابي و على حدّ قوله معروف بعدم الانضباط في مواقفه السياسية و عليه لم يستبعد عضو المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس امكانية خروج الحزب الجمهوري من جبهة الإنقاذ.
من جانبه يقول القيادي في الجبهة الشعبية محمد جمور في تصريح ل”افريكان مانجر” إن الحزب الجمهوري بموقفه الداعم لأحمد المستيري خرق تعهداته.و يبدو أن الشابي قد قرر مراجعة موافقه السياسية خدمة لمصلحته الحزبية.و إجمالا اعتبر محمد جمور أن المعارضة لن يضعفها موقف الحزب الجمهوري مشيرا في السياق ذاته إلى أن احمد نجيب الشابي ساهم في توسيع رقعة حركة النهضة على حساب مصلحة تونس.
الشابي : المعارضة لم تقد أي تنازل
احمد نجيب الشابي صعّد من حدّة لهجته و اعتبر في تصريحات إعلامية سابقة أن المعارضة تريد الانقلاب و لا تبحث عن الوفاق قائلا “أقدّر أن حركة النهضة حركة إسلامية تعهدت بالتنازل عن السلطة لحكومة علمانية رغم أنها جاءت بالانتخابات ، لكن المعارضة لم تقدم أي تنازل ” و أضاف أنه بموقفهم هذا أثبتوا أنهم لا يريدون الوفاق و يحاولون الانقلاب على حكم النهضة.
هذا و أوضح رئيس الهيئة السياسية للحزب الجمهوري أنه يمكن التوافق على حكومة يكون رئيسها احمد المستيري ويكون نائبيه محمد الناصر و مصطفى كمال النابلي فيما يشغل جلول عياد منصب على حدّ خطته. كما انتقد الشابي ما تقوله عنه بعض أطراف المعارضة خاصة التي تتحدث منها عن وجود علاقة بينه و بين المستيري ب”الجهلة أو السفهاء”.
مشاورات لحسم الخلاف
ويتواصل الجدل بين مختلف الفرقاء السياسيين للوصول إلى حلّ توافقي حول الشخصية التي ستخلف رئيس الحكومة الحالية على العريض لتستأنف على إثرها جلسات الحوار الوطني التي علّقت منذ يوم الاثنين 4 نوفمبر الجاري للخروج بتونس من أزمة سياسية و اقتصادية خانقة تعصف بها منذ أشهر.
هذا وتجري في الوقت الحالي لقاءات بين رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي مرفوقا برئيس المكتب السياسي للحركة عامر العريض، بكلّ من حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وبأحمد نجيب الشابي .وتأتي هذه اللقاءات للتناقش حول اسم الشخصية التي ستترأس الحكومة المقبلة و تقريب الوجهات بهدف النظر في امكانية استئناف الحوار الوطني وفقا لما أوردته اليوم الاربعاء 6 نوفمبر 2013 الصفحة الرسمية للغنوشي على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك.
بسمة المعلاوي