تونس-افريكان مانجر
جاء في استطلاع رأي أميركي للمعهد الجمهوري الدولي IRI Poll أن أغلبية التونسيين بعد الإعلان عن الدستور التونسي وعن حكومة مهدي جمعة الانتقالية , وراضين على المسار الديمقراطي في تونس كما أظهر ان 53 بالمائة من التونسيين المستجوبين يفضلون الديمقراطية على حكومة استبدادية حتى بوجود عدم استقرار بالبلاد .
ويستغرب في المقابل مراقبون هذه النسبة و التي تقر بان الشعب التونسي يخير الديمقراطية على الاستقرار في حين ان الشارع التونسي بدأ يتذمر تداعيات الثورة على الاقتصاد التونسي وارتفاع الأسعار وغياب الأمن كما اصبح التحسر على فترة ما قبل الثورة أمرا مألوفا.
وفي سياق متصل، أظهرت نفس الدراسة التي نشرها المعهد الأميركي اليوم أن هناك إدراكا واسعا لدى التونسيين بأن طريقهم إلى الديمقراطية لم يكتمل بعد، حيث أن أربعين بالمائة من التونسيين يعتقدون أن الديمقراطية في تونس ما زالت ناقصة ، وأن الأغلبية و ما يعادل ال79 بالمائة يعتقدون أن الأحزاب السياسية لا تفعل ما يكفي لتلبية احتياجات التونسيين.
و أظهرت نفس الدراسة أن نسبة رضا التونسيين على النظام الديمقراطي في تونس قد ارتفع إلى حدود ال52 بالمائة في حين أن هذه النسبة كانت في حدود ال44 بالمائة في أكتوبر من السنة الماضية بحسب دراسة قام بها نفس المعهد الأمريكي .
من جهة أخرى ارتفعت نسبة رضا التونسيين المستطلعين عن الديمقراطية في تونس إلى حدود ال70 بالمائة في حين كانت نسبة رضاهم في السنة الماضية و بالتحديد في أكتوبر 2013 لا تتجاوز ال54 بالمائة .
74بالمائة من التونسيين مرتاحين بسبب حكومة جمعة
و وأضحت نفس الدراسة ان ارتفاع رضا التونسيين عن المسار الديمقراطي في تونس يتزامن مع ارتياحهم لوضع البلاد عامة حيث عبر 74 بالمائة منهم على ارتياحهم لوضع الديمقراطية في ظل حكومة مهدي جمعة الانتقالية بالإضافة إلى أن 62 المائة منهم عبروا عن ارتياحهم بسبب إعلان الدستور الجديد الذي صدر في شهر جانفي من سنة 2014 .
و اعتبر الاستطلاع الأمريكي أن هناك ” تحولا دراماتيكي أو واضحا ” في موقف التونسيين مقارنة بالسنة الماضية ، حيث أظهرت النتائج الجديدة لسنة 2014 أن 47 بالمائة من المستطلعين يعتقدون الآن أن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح بينما لم تتجاوز هذه النسبة ال16 بالمائة فقط في شهر اكتوبر من سنة 2013.
في المقابل أكد ثمان وأربعين في المائة أن البلاد مازالت في الاتجاه الخاطئ ، وتتعلق بالتحديات الاقتصادية والتوظيف، التي اعتبروها مسألة ذات أولوية لبلادهم .
62 بالمائة متفائلين بالوضع الاقتصادي
و أظهرت نتائج المعهد الأمريكي انه على الرغم من التحديات الاقتصادية ، التي تعيشها البلاد التونسية فان نسبة التفاؤل لتحسن اقتصادي في المستقبل لدى التونسيين قد ارتفعت حيث ان 62 بالمائة من التونسيين يعتقدون أن الوضع المالي للعائلات التونسية سيكون أفضل العام المقبل بينما كانت هذه النسبة السنة الماضية في حدود 44 بالمائة فقط.
تحسن في الوضع الأمني
من جهة أخرى اظهر الاستطلاع أن نظرة التونسيين لتعامل الحكومة مع الوضع الامني شهدت تحسنا ملحوظا حيث ارتفعت هذه النسبة من 69 بالمائة السنة الماضية الى حدود ال84 في المائة هذه السنة .
و استنتجت الدراسة في أخرها أن هنالك تحولا واضحا في الرأي العام التونسي حول مسار تونس رغم التحديات والفرص المتاحة لصناع القرار التونسي.