تونس-أفريكان مانجر
أصدر معهد “تينيزي سونداج” (Tunisie Sondage) استبيانا حول شهر رمضان تمّ فيه استجواب 850 شخصا سنهم يتجاوز الـ 18 سنة خلال الأسبوع الأوّل من الشّهر الجاري، وقد تبيّن من خلال هذا الإستبيان أنّ 56 % من المستجوبين يرون أنّ المعنى الأصلي لشهر رمضان المعظّم نسبي في حين يرى 31 % منهم يرون أنّ رمضان هو شهر استهلاك، كما أشار نفس الاستيبان الى أنّ 24 % فقط من المستجوبين سنة 2013 يرون أنّ رمضان أصبح شهر إستهلاك، وقد فسّر بعض الخبراء الإرتفاع في هذه النسبة الى تدهور القدرة الشّرائيّة للمستهلك التّونسي.
من جهة أخرى، كشف الاستبان أنّ 44 % من المستجوبين سيحافظون على نفس مستوى الإستهلاك خلال شهر رمضان مقارنة برمضان الفارط، وهو ما يعني أنّ ذلك سيكون فوق طاقتهم بما أنّ القدرة الشّرائيّة تدهورت والأسعار في ارتفاع متواصل، وفي هذا الإطار أكّد وجدي بن رجب الخبير الإقتصادي في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّ محافظة هذه النّسبة على نفس مستوى استهلاك السّنة الفارطة بالنسبة لشهر رمضان سيؤثّر حتما على ميزانيّة الأشهر الموالية بما في ذلك العيد والصّيف والعودة المدرسيّة…
المقدرة الشّرائيّة تدهورت ومازالت في طريقها الى التّراجع
وأضاف نفس المصدر أنّه رغم الظّرف الإقتصادي الصّعب ورغم تراجع أو انعدام منظومة الإدّخار لدى التّونسي، إلاّ أنّ نسبة كبيرة من الشّعب التّونسي تحاول المحافظة على نفس مستوى استهلاكها خلال شهر رمضان، حتّى وان اضطرّ الى التّداين أو “الرّوج” ، مضيفا أنّ المحافظة على نفس نسق الإستهلاك من شأنها أن تخلق له أزمة في الأشهر القادمة (سياسة التّونسي مثل سياسة الدّولة تقريبا وذلك بالتّداين للإستهلاك دون ترشيد استهلاكه) وتؤثّر على قدرته الشّرائيّة، لكن المشكل أنّ التّونسي لا يريد أن يقرّ بهذه الحقيقة.
وعن الحلول، قال محدّثنا أنه يجب ترشيد وتغيير ثقافة الإستهلاك لدى التّونسي قبل الإضطرار الى تغييرها اضطراريّا، لأنّ القدرة الشّرائيّة تدهورت ومازالت في طريقها الى التّراجع باعتبار الوضع الإقتصادي الصّعب الذي تعاني منه البلاد، خاصّة وأنّ المضاريبن والمحتكرين يسيطرون على الأسواق، الشّيء الذي يستدعي من الحكومة القيام بدورها كراعية للمبادلات ومراقبة المحتكرين.
منظمة المستهلك تحذّر
وحول نفس الموضوع، أكّد سليم سعد اللّه نائب رئيس منظّمة الدّفاع في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّ تدهور المقدرة الشّرائيّة قلّص من الاستهلاك خلال الثّلاث سنوات الأخيرة، مبرزا أنّه من المتوقّع أن تتراجع أكثر فأكثر قيمة الاستهلاك خلال هذه السّنة بالنسبة لشهر رمضان باعتبار أنّ التّونسي استنزف خلال الثّلاث سنوات الفارطة كلّ مخزونه من الأموال المجمّعة لديه. كما بيّن محدّثنا أنّ حوالي 70 % من العدد الكبير من المستهلكين الذي لاحظنا تهافتهم على الفضاءات الكبرى ليبيين وليس تونسيين على حدّ تعبيره.
دعوة الى مقاطعة كلّ المنتوجات التّي ترتفع أسعارها
من جهة أخرى، بيّن نفس المصدر أنّ منظّمة الدّفاع عن المستهلك تنظّم هذه السنة حملة كبيرة بالإشتراك مع وزارات الصّحة والدّاخليّة والمراقبة الإقتصاديّة على المياه المعدنيّة وعلى سوق الجملة وعلى المقاهي وعلى اللّحوم البيضاء وسيتمّ مقاطعة أيّ منتوج يرتفع سعره، مضيفا أنّه على كلّ المستهلكين مقاطعة كلّ منتوج بصفة ّتلقائيّة وفرديّة متى تبيّن أنّ سعره مرتفع.
وفي ذات السّياق، قال محدّثنا أنّ عقليّة التّونسي المعروفة باللّهفة هي السّبب الأساسي وراء ارتفاع الأسعار داعيا الى عدم اللّهفة لأنّ كلّ المنتوجات متوفّرة في الأسواق، واللّهفة لا تخدم سوى المضاربين والمحتكرين وتساعدهم على التّرفيع في الأسعار. هدى