تونس-افريكان مانجر
أيام قليلة تفصلنا عن موعد العودة المدرسية، التي ستكون مختلفة تماما عن السنوات الماضية في ظل الارتفاع المتواصل لعدد المصابين بفيروس كورونا المستجد وخاصة مع فرض وزارة التربية بالشراكة مع وزارة الصحة لبروتوكول صحي توقيا من الفيروس.
وقد أعلنت وزارة التربية أمس الاثنين، عن تثبيت موعد العودة المدرسية يوم 15 سبتمبر لسنوات الأقسام الأولى و بصفة تدريجية لباقي الأقسام، إلا أن مسالة إمكانية تطبيق البرتوكول الصحي يبقى رهين اجتهاد الاطار التربوي سواء في التعليم العمومي او الخاص.
واستنادا الى ما أكدته عائشة سعيد رئيسة المكتب الوطني للتعليم الخاص التابعة للاتحاد التونسي لأصحاب المؤسسات الخاصة للتربية و التكوين، في حوار مع افريكان مانجر، فان المدارس الخاصة ستحرص على احترام إجراءات الوقاية و تطبيق ما جاء في البروتوكول الصحي مشيرة إلى أن هذه العودة المدرسية تعتبر فرصة لاسترجاع الثقة بينها و بين الاولياء و التلاميذ التي اهتزن في الأشهر الماضية بسبب إجراءات الحجر الصحي.
وبخصوص إمكانية تجمع التلاميذ في أوقات الراحة المدرسية، قال محدثتنا ان ذلك مرتبط باجتهاد الإطار التربوي وتعاون الولي معهم.
إجراءات خاصة
و أشارت سعيد، إلى أن أهم الإجراءات تتمثل في تخصيص مسالك خاصة بالدخول و الخروج وارتداء كل العاملين بالمؤسسة إلى كمامة مع توفير كميات من الجل المعقم لليدين و قيس درجات حرارة التلميذ قبل الدخول إلى المؤسسة و في صورة ملاحظة بعض الأعراض يتم وضع التلميذ في غرفة خاصة و الاتصال بوزارة الصحة و الولي.
ودعت محدثتنا إلى ضرورة التفكير بطريقة علمية لاستئناف النشاط التربوي و المحافظة على استمراريته مهما كانت الظروف مشيرة إلى ان الآثار السلبية للحجر الصحي و الغلق الذي حدث في السنة الدراسية الماضية ستظهر على المدى الطويل.
واعتبرت أن قرار الغلق و إنهاء السنة الدراسية، كان قرار أحاديا لم يتم فيه تشريك المؤسسات الخاصة لافتة الى ان تجربة التعليم عن بعد التي تم اقتراحها كبديل نهاية السنة الماضية لم تكن ناجعة.
وأكدت رئيسة المكتب الوطني للتعليم الخاص، ان برامج و مناهج التعليم في تونس تحتاج إلى مراجعة و إصلاح دون الارتماء في في تجربة مجهولة، وفق تعبيرها.
القطاع في أزمة
وبخصوص وضعية القطاع بعد كوفيد 19، قالت محدثتنا ان اغلب مؤسسات القطاع الخاص تعيش أزمة خاصة أن البنوك لم تقم بتأجيل سداد أقساط القروض و انما اكتفت فقط لإعادة جدولة الديون وهو ما أثقل كاهل المؤسسة التعليمية .
وتابعت ” ماتعرضت له المؤسسات التعليمية مظلمة كبرى نتمنى أن لا تتكرر”، وفق قولها.
غلق
كما أفادت عائشة سعيد، ان أكثر من 6 مؤسسات تعليمية خاصة في ولايات تونس الكبرى اضطرت إلى الغلق النهائي مشيرة إلى أن هذا الرقم مرجح للارتفاع نتيجة أزمة فيروس كورونا بالإضافة إلى أن عدد من الأولياء أصبحوا غير قادرين على خلاص أقساط المدرسة.
تراجع الاقبال
ولاحظت رئيسة المكتب الوطني للتعليم الخاص، عائشة سعيد، أن فرضية غلق المؤسسات التعليمية مجددا و التخوف من موجة جديدة من فيروس كورونا دفعت الأولياء إلى العودة إلى مؤسسات التعليم العمومي، وهو ما جعل القطاع يشهد عزوفا و تراجعا في نسب الإقبال على المستوى الوطني مقارنة بالسنة الماضية.
ودعت محدثتنا سلطات الإشراف إلى المحافظة على المؤسسات و المشاريع الخاصة و دعمها.