تونس-افريكان مانجر
إعلان وزارة الداخلية اليوم القبض على تسعة عناصر تكفيرية من منطقة دوار هيشر من ولاية منوبة كانت تنوي القيام بعملية إرهابية يدفع إلى التساؤل حول حقيقة تمركز و سيطرة الجماعات السلفية على الأحياء الشعبية الضخمة في تونس و ذلك رغم المجهودات الأمنية التي تقوم بها وزارة الداخلية و حملات المداهمة في المدة الأخيرة .
و تحدث في هذا السياق عدد من النقابيين و الخبراء الأمنيين عن وجود “ما يسمى بالإمارات السلفية ” في بعض الأحياء بالعاصمة التونسية ومنها منطقة دوار هيشر و حي التضامن و سيدي حسين …مشيرين إلى أن هذه الأحياء يكون فيها الحكم عادة للجماعات السلفية و السيطرة الكاملة لها .
إمارة سلفية بحي التضامن
و هذا في سياق أكد الكاتب العام لنقابة الأمن الجمهوري وليد زروق في تصريح “لافريكان مانجر” وجود إمارة سلفية في منطقة حي التضامن من ولاية منوبة مشيرا إلى أن مسألة الإرهاب و الاغتيالات السياسية تقف وراءها إرادة سياسية و أن بداية التصدي للإرهاب و الجماعات الإرهابية يبدأ باستئصالها من هذه المناطق .
و شدد زروق في ذات التصريح على أن الجماعات الإرهابية في تونس تتلقى الدعم اللوجستي من ليبيا خاصة و أنها تنتعش في ظل اضطرابات أمنية و سياسية كبيرة بالمنطقة.
الحكم بشرع الله و تأسيس دولة مستقلة
من جهة أخرى ذكرت تقارير محلية تونسية أن العناصر السلفية المتشددة عملت منذ الثورة على بسط سيطرتها على عديد المناطق والأحياء والمساجد لتجعل منها معاقل لهم تخضع لأوامرهم وقوانينهم كما سعت هذه العناصر إلى تكفير نظام الدولة ومؤسساتها والقوانين المنبثقة عنها بتعلة أنها تقطع مع شرع الله لتصبح عديد المناطق بمثابة الدولة داخل الدولة.
ومن أهم المناطق التي تمكنت هذه الجماعات من التمركز فيها والتي أصبحت تصنف كمناطق سوداء ، حي التضامن بالعاصمة ورواد ودوار هيشر وسيدي حسين والسيجومي وحي الزهراء وسيدي حسين وحي الزهور وفوشانة والمحمدية والزهراء والمروج الخامس وبرج الوزير والكرم الغربي.
تمركز أنصار الشريعة بالأحياء الشعبية
و الغريب في الأمر أن الأحياء التي يتمركز فيها التيار السلفي بما فيه التيار السلفي الجهادي “أنصار الشريعة ” المحظور في تونس هو و قياداته و رغم هذا الحذر فان عدد من التقارير الأمنية أثبتت آن زعيم هذا التيار المتواجد الآن في ليبيا كان يتخفى بحي التضامن الذي لا يبعد الأكثر من عشرة كلم من وسط العاصمة التونسية و بالتحديد من وزارة الداخلية .
هذا و لم ينفي وزير الداخلية لطفي بن جدو في تصريحات إعلامية سابقة تواجد عدد من الإرهابيين بالعاصمة التونسية نزلوا من جبل الشعانبي و تمركزوا في مناطق مجاورة للعاصمة و كانوا يخططون للقيام بعمليات إرهابية.
مخازن أسلحة في العاصمة التونسية
وفي عمليات متكررة، تم ضبط الكثير من مخازن السلاح بالعاصمة وبجنوب البلاد وفي مناطق أخرى بالشمال الغربي المحاذية للحدود الجزائرية، حيث لاحقت قوات الأمن في أكثر من مناسبة جماعات متشددة مسلحة.
و تبقى حادثة الكشف عن مخزن أسلحة بمنطقة المنيهلة من ولاية أريانة الصدمة الكبرى لسكان العاصمة التونسية و حتى للسلطات الأمنية و السياسية وقتها حيث تم الكشف عن كميات كبيرة من السلاح بأحد المنازل بمنطقة المنيهلة و التي تعتبر من الأحياء القريبة من العاصمة.
و باعتبار أن هذه الأحياء التي تكون في اغلبها أحياء شعبية يجد فيها أنصار التيار السلفي ضالتهم فان العديد من المراقبين يتحدثون عن إمكانية عدم خضوع هذه الأحياء إلى السلطات الأمنية و انه من الصعب على السلطات الأمنية التوغل فيها و السيطرة عليها إلا أن المدة الأخيرة و في إطار الحملة “الكبرى ” التي تقوم بها الوحدات الأمنية و وحدات الجيش الوطني انطلاقا من جبل الشعانبي فهنالك من يتحدث عن تحسن واضح في سيطرة جهات الإشراف على هذه المناطق و ضعف للتيار السلفي خاصة بعد ضرب عدد من قياداته و اعتقال آخرين .