تونس-أفريكان مانجر
أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية مرور مرشحين للدور الثاني و هما كل من مرشح حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي و مرشح حزب المؤتمر المنصف المرزوقي ,نتيجة من شأنها ان تربك مواقف بعض الأحزاب ويدفعها إلى تعديل مواقفها و ذلك على غرار حركة النهضة التي أكدت سابقا التزامها الحياد وتفويض الأمر لأنصارها وقواعدها لاختيار من يرونه الأصلح لاختيار رئيس لتونس .
وينص الفصل 75 من الدستور التونسي على أن رئيس الجمهورية ينتخب لمدة 5 أعوام بالأغلبية المطلقة للأصوات المصرح بها وفي صورة عدم حصول أي من المترشحين على الأغلبية المطلقة في الدورة الأولى تنظم دورة ثانية خلال الأسبوعين التاليين للإعلان عن النتائج النهائية للدورة الأولى ويتقدم للدورة الثانية المترشحان المحرزان على أكثر عدد من الأصوات في الدورة الأولى .
إمكانية تعديل المواقف
و شدد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في هذا السياق على أن الحركة مازالت على نفس موقفها من عدم دعم أي مرشح للرئاسة في صورة المرور إلى دور ثان من الانتخابات الرئاسية،مضيفا بأن مجلس شورى الحركة سينعقد قريبا للنظر في مسألة مساندة مترشح في الدور الثاني للانتخابات وتعديل موقفه الأول الذي التزم فيه الحياد.
هذا و على الرغم من عدم مساندة النهضة لأي مرشح علنا في الدور الأول إلا أن جل قواعدها قامت بالتصويت للمرشح المنصف المرزوقي مما خول له المرور للدور الثاني خاصة و أن حظوظ حزبه “المؤتمر ” لوحده لا تمكنه من الصعود.
و اعتبر مراقبون أن قرار حركة النهضة في المرحلة القادمة سيكون قرار مصيريا خاصة و أن الآمر انحصر بين مرشحين اثنين احدهما رئيس حزب الأغلبية والمكلف بتكوين الحكومة القادمة و أخر حاصل على تأييد قواعدها ,مما سيجعل الحركة تقع في إحراج في حال”مساندة ” احديهما خاصة و ان حزب الأغلبية ربط تحالفه مع النهضة بدعمها لمرشحهم “الباجي قائد السبسي في الرئاسية “.
انقسام العائلة الديمقراطية
وما يمكن ملاحظته بان مناصري بقية المرشحين من العائلة الديمقراطية سينشقون من داعمين للباجي قائد السبسي على غرار حزب المبادرة الذي رسميا دعمه للسبسي و بين ” محايدين ” من كلا المرشحين عبر عدم اتخاذ موقف حزبي رسمي .
و كما عانت الساحة السياسية التونسية في الانتخابات التشريعية من “ما يسمى بالاستقطاب الثنائي بين حزبي نداء تونس و النهضة ” أدى صعود الحزبين بنسيب تصويت عالية ’ فان الانتخابات الرئاسية لم تكن ببعيدة عن هذا الاستقطاب حيث تسبب ذلك في صعود مرشحين للدور الثاني يمثلان أيضا الأحزاب الكبرى للبلاد .
نسبة إقبال ضعيفة في الدور الثاني
و بوجود كل من مرشح نداء تونس الباجي قائد السبسي و المرشح المستقل المنصف المرزوقي و مدعوم من قواعد حركة النهضة فان ذلك سيفرز بالضرورة في الدور الثاني نسبة إقبال ضعيفة للناخبين خاصة و ان الناخبين سيعتمدون “على نظرية التصويت المفيد ” مما سيفرز مشهدا انتخابي تونسي يتكون من “مناصري للباجي قائد السبسي و مناصرين للمرزوقي ” فحسب.
وفي هذا السياق توقع رئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي في تصريح لإذاعة “إر إم سي” الفرنسية ” أن تونس ستنقسم خلال الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية إلى “شقين اثنين: الإسلاميون من ناحية وكل الديمقراطيين وغير الإسلاميين من ناحية أخرى”.
أزمة بين مؤسسات الدولة في حال صعود المرزوقي
ويتوقع مراقبون أن تقع أزمة حادة بين مؤسسات الدولة الممثلة في رئاسة الجمهورية و رئاسة الحكومة في حال فوز المرزوقي بالرئاسة في الدور الثاني خاصة و قد شهدت المدة الأخيرة تشنجات كبيرة بين قيادات الحزبين وصلت إلى حد التلاسن .
مها قلالة