نظرا للظروف المناخية الاستثنائية التي عاشتها بلادنا مؤخرا و هطول كميات هامة من الأمطار التي لا تزال راكدة في بعض السباخ والبحيرات والأودية, من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة خاصة مع الارتفاع التدريجي لدرجات الحرارة تكاثرا وتوالدا للبعوض والناموس أو ما يعرف بالوشواشة.
وعلى الرغم ممّا تسببه هذه الحشرات من إزعاج وقلق لراحة المواطن في فصل الصيف وما تبذله الأطراف المعنية من بلديات ووزارات على غرار البيئة والصحة من جهود لمقاومتها, فإن الحالة اليوم تبدو عسيرة نوعا ما خاصة بعد أن أصبحت عملية القضاء على هذه الحشرات تتطلب الكثير من المراجعة والتفكير وما تسرب معلومات مفادها الالتزام بالحذر وتكثيف المراقبة إزاء تناقل بعض الأمراض .
وكانت وزارة الصحة العمومية قد أكدت اليوم خلال اللقاء الاعلامي الخامس والستين لخلية الاعلام بالوزارة الاولى أنه ووفقا لدراسة قامت بها الوزارة تبين أن معظم الحشرات من ناموس وبعوض… قد اكتسب نسب مرتفعة من المناعة إزاء الأدوية والمبيدات التي يتم استعمالها واللجوء إليها لمقاومة هذه الحشرات والحد من تكاثرها بحكم الاستعمال العشوائي لهذه الأدوية .
وأضاف مدير إدارة حفظ صحّة الوسط وحماية المحيط,الدكتور محمد الرابحي أن وزارة الصحة أخذت بعين الاعتبار نتائج هذه الدراسة وتم اقتراح أنواع بديلة من المداواة,علما وأنه لن يقع الاكتفاء بعملية الجرد واقتراح الحلول وإنما القيام بعمليات استكشاف لتقييم نسب كثافة اليرقات وكذلك تصنيف الأنواع التي يمكن أن تتواجد بتونس.
أما فيما يتعلّق بالوقاية من الأمراض المحمولة بواسطة النواقل فقد دعا ممثّل وزارة الصحة الى التزام اليقظة و مراقبة النواقل المحتملة خاصة إزاء مرضي حمّى الضنك والشيكونغونيا وذلك من خلال تركيز وسائل تفخيخ البعوض في طور البيض بالمطارات والموانئ وبعض المناطق الحضرية وشبه الحضرية ومراقبتها بصفة منتظمة بمعدّل مرّة كل 15 يوما وأرسال العينات عند وجودها الى معهد باستور بتونس لتصنيف نوع البعوض.
واقترح لمكافحة هذه النواقل المحتملة للأمراض والحشرات المزعجة العمل على تعليق استعمال المبيدات بالمناطق التي ظهرت بها مستويات عالية من الاستعصاء طبقا لنتائج دراسة المناعة إزاء المبيدات,في الوقت الذي اقترح فيه المكلف بمأمورية بديوان وزيرة البيئة ,عادل قطاط التقليص من المقاومة الكيميائية واللجوء الى المبيدات البيولوجية.
وأشار مثل وزارة البيئة الى أن الوزارة تساهم سنويا في تمويل خطة مقاومة الحشرات من خلال تخصيص اعتماد سنوي قدره حوالي 380 ألف دينار كما أنها تتولى تقديم المساعدة الفنية للبلديات التي تعد الجهة اأولى المعنية بمقاومة الحشرات.
ويذكر أنه تم تسجيل بعض الأمراض على غرار حمى غرب النيل الذي ظهر في شكل وباء سنتي 1997 و2003 ببعض المناطق من البلاد (المهدية والمنستير…)أو بعض الحالات ببعض الجهات خلال السنوات الاخيرة مثل ولايتي جندوبة وقبلي.
كما تجدر الاشارة أيضا الى حالات حمى الضنك والشيكونغونيا المنقولين بواسطة أنواع البعوض واللذين ظهرا ببعض بلدان حوض البحر الابيض المتوسط (فرنسا وإيطاليا…)وذلك خلال سنتي 2010 و2011.
شادية الهلالي