تونس-أفريكان مانجر
قال رضا زغدود الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون والاصلاح ان الاثار الموجودة على جثة السجين المتوفي يوم 4 أوت الجاري بسجن المرناقية والتي تم تداولها في مقطع فيديو على الشبكات الاجتماعية هي وفق تقديره أثار على جثة إنسان مريض أجريت عليه عملية جراحية في قسم العظام بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة وتعرض إلى عملية تشريح .
ودعا زغدود في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية التونسية إلى أخذ السلوك العنيف للسجين المتوفي مع بقية المساجين بعين الاعتبار عند الحكم على الصور التي تم تداولها مستبعدا أن تكون الاثار على جثة السجين المتوفي نتيجة عمليات تعذيب على حد قوله.
وأضاف أن شهادة والدة السجين المتوفي عبد الرؤوف كريديس تؤكد سلوكه المضطرب الذي حافظ عليه لدى إيداعه السجن مع بقية المساجين والذي بسببه سلطت عليه العقوبة لمخالفته القانون وفق تعبيره.
وأوضح أنه لم يتم تسليم السجين أدوية مهدئة أو مصنفة رغم حالة الاضطراب التي كان يعاني منها لان هذه الأدوية لا تسلم حسب القانون إلا بموجب وصفة طبية مضيفا أن إدارة السجن طالبت عائلته بإثبات يؤكد تعاطيه لنوعية من الأدوية غير أنها لم تقدم هذا الإثبات.
وأفاد زغدود بأنه تم نقل السجين الى مستشفى الرازى بالعاصمة يوم 28 جويلية أين تم فحصه ووصف أدوية مناسبة لحالته من طرف طبيب مختص لكنه في الفترة الممتدة بين فترتي الإيداع وتناوله للأدوية كان سلوكه مخالفا للنظام الداخلي مما استوجب تسليط عقوبتين عليه وتم تبيينهما بملفه السلوكي.
وقال ان محتويات الملف السلوكي والطبي متوفرة وتم مد الجهة القضائية المتعهدة بالقضية بها المحكمة الابتدائية بتونس.
وفاة في ظروف غامضة
و كان مرصد الحقوق والحريات قد أعلن في بلاغ صادر عنه يوم السبت 08 أوت 2015 عن حدوث حالة وفاة مسترابة لموقوف بالسجن المدني بالمرناقية يدعى “عبد الرؤوف كريديس”‘ كان يحمل بطاقة إعاقة ذهنية وموقوف منذ 14 جويلية المنقضي.
وأوضح البلاغ أنّه تم السماح لعائلته بزيارته مرة واحدة بدعوى أنه معاقب لتفاجئ العائلة صدفة بأنه توفي يوم 4 أوت بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة بسبب مرض ألم به.
وأكّد المرصد أنّ العائلة تطالب بفتح تحقيق في وفاة ابنها وتشتبه في تعرضه للتعذيب والإهمال حسب ما جاء في البلاغ.
وفي سياق متّصل قال المحامي أنور أولاد عليّ رئيس مرصد الحقوق والحريات في تصريح إذاعي إن الموقوف من متساكني المدينة الجديدة بولاية بن عروس تتعلق به قضية حقّ عام، وقد فارق الحياة بسجن المرناقية يوم الثلاثاء 04 أوت 2015، مبرزا أن السجين توفي في ظروف غامضة.
من جانبه أوضح الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح رضا زغدودفي تصريح إذاعي أن الموقوف بسجن المرناقية عبد الرؤوف كريديس توفي أثناء خضوعه الى عملية جراحية بمستشفي شارل نيكول وليس بسبب وجود شبهة التعذيب أو الإهمال وفق أفراد عائلته.
شبهات تعذيب
ويذكر أنّ شبهة التّعذيب في مراكز الاحتفاظ داخل السّجون كثر الحديث عنها في الفترة الأخيرة، حيث توجد شبه تعذيب 5 متهمين في القضية التحقيقية رقم 36679 المتعلقة بشبهة الارهاب، وقد تمّ احالتهم على الطبّ الشّرعي للتّأكّد من من عمليّة تعذيبهم من عدمها.
ويشار أنّ أربع منظمات حقوقية (الشبكة الاورو متوسطية لحقوق الإنسان وجمعية يقظة من اجل الديمقراطية والدولة المدنية والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين) نددوا الأسبوع الماضي بتواتر مظاهر التعذيب سواء كان ذلك داخل مراكز الايقاف أو داخل السجون معتبرة أن ذلك يؤكد أن ثقافة العنف وانتزاع الاعترافات لازالت قائمة وسارية المفعول .