تونس- افريكان مانجر- وكالات
كشف اليوم الاحد 10 اوت 2014 مصدر عسكري جزائري عن شروع وزارة الدفاع الوطني في تنصيب منصات إطلاق صواريخ مضادة للطائرات من نوع آس- 125 روسية الصنع، عبر عدد من ولايات الشرق، خاصة منها الحدودية مع تونس وليبيا، وذلك في خطوة استباقية واحتياطية تحسباً لأي هجمات إرهابية محتملة من طرف الجماعات الإرهابية.
طائرات مدنية لهجمات ارهابية
و تأتي هذه الخطوة بحسب ذات المصدر الذي لم يكشف عن هويته لصحيفة” الفجر الجزائرية” بعد تواتر أنباء وتقارير تفيد بأن جماعات إرهابية ترتب للقيام بهجمات جوية بواسطة الطائرات تستهدف بالخصوص مؤسسات حساسة بكل من الجزائرو تونس والمغرب، محاكاة لهجمات 11 سبتمبر 2001 بنيويورك وواشنطن.
و بحسب ذات المصدر العسكري، فقد أخذت كل من الجزائر وتونس والمغرب على محمل الجد فحوى نشرة أروبية اعتمدت على معلومات استخباراتية اوروبية تحذر من تحضير “إرهابيين” لهجمات إرهابية عن طريق الجو، تستهدف دولاً مرتبة ضمن لوائحها أنها عدوة للحركات الإرهابية، وتقول ذات التقارير أن دول شمال إفريقيا مستهدفة بهجمات مبرمجة تطال مؤسسات حساسة ومواقع استراتيجية، بعد اختفاء 11 طائرة من مطار طرابلس، إثر المواجهات العنيفة التي دارت خلال الأيام الماضية بين الميليشيات المسلحة، وعززت وسائل إعلام ليبية فرضية حيازة الإرهابيين على الطائرات لتحويلها فيما بعد من رحلات طيران مدني إلى هجوم إرهابي، ضد أهداف عسكرية واقتصادية ومؤسساتية بكل من الجزائر وتونس والمغرب.
غلق ممرات جوية امام طائرات ليبية
ورجح التقرير الأوروبي أن يكون المسلحون عمدوا إلى تلغيم الطائرات بالمتفجرات تحسباً لاستعمالها ضد أهداف محددة، بينما استنفرت القيادات العسكرية بالدول الثلاث قصد وضع ترتيبات أمنية احتياطية للرد على أي هجوم محتمل.
وتابع المصدر أنه بسبب هذه التهديدات قررت قيادة قوات الدفاع الجوي عن الإقليم غلق عدد من الممرات الجوية التي كانت تستعملها طائرات نقل مدني ليبية لـ”عدم وضوح الرؤية حول وضعية مطار العاصمة الليبية طرابلس الذي شهد اشتباكات بين فصائل مسلحة ليبية”، مبرزة أن نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الشعبي الوطني الفريق أحمد قايد صالح قرر ، بأمر من رئيس الجمهورية، نصب ونشر منصات خاصة بإطلاق الصواريخ المضادة للطائرات بعدد من الولايات الشرقية، خاصة منها الحدودية مع تونس وليبيا.
هجمات على شاكلة 11 سبتمبر واردة
و في ظل غياب تصريحات رسمية من الجانب التونسي، فقد اكد من المتابعين للشأن الوطني أنّ كل التهديدات واردة سيما في ظل التدهو الامني غير المسبوق الذي تعيش على وقعه الجارة ليبيا، و فيهذا السياق أفاد رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل نصر بن سلطانة أنّ المجموعات الإسلامية المسلحة ستُبادر بتنفيذ هجمات إرهابية ضدّ المؤسسات العسكرية و الأمنية ، حال ما تتوفر لديها الإمكانيات اللازمة على أن يكون استهداف المدنيين محطتهم الثانية، و أضاف في تصريح ل” افريكان مانجر” أنّ الحديث عن هجمات جوية على طريقة 11 سبتمبر في كل من تونس والجزائر والمغرب مسألة واردة خاصة مع تردي الوضع المني بطرابلس.
و حول تطور الأوضاع في ليبيا أكد المحلل و الخبير الأمني مازن الشريف في تصريح سابق ل”افريكان مانجر”أنّ الوضع في طرابلس خطير جدّا، و قد توّقع محدثنا أن تشهد ليبيا معارك دامية أو ما يُشبه الحرب الأهلية في غضون الأيام القليلة القادمة،و عليه فقد نبّه الشريف إلى خطورة الوضع خاصة من الناحية الأمنية مُشيرا إلى أنّ العديد من القيادات الليبية الموالية للقذافي موجودة في تونس و قد تستغل الأمر لتحريك الخلايا الإرهابية النائمة.
كما أشار مُحدثنا في تصريح سابق إلى أنّ تونس ستكون في مواجهة توافد و فرار آلاف من الليبيين في حال ساءت الأمور الأمنية هناك.
و ردّا على مُجريات الأحداث في ليبيا قال الأستاذ الجامعي والباحث في الأوضاع المغاربية منصف وناس إنّ ما يجري الآن يعكس أن الدولة في حالة فوضى عارمة ، مُشيرا إلى أنّه من الصعب جدّا إنجاح المسار الديمقراطي في تونس إذا ما تواصل التدهور الأمني و الأزمة السياسية بطرابلس .
و قد أبدى المصدر ذاته تخوفه من أن يُؤدي الانفلات الأمني في ليبيا إلى تدفق السلاح إلى تونس.