تونس-أفريكان مانجر
أثار التّمديد مجدّدا في اجال التّسجيل جدلا واسعا في صفوف مراقبي الشّأن الوطني، حيث اعتبر البعض منهم أنّ عمليّة التّمديد حلاّ لا يمكن اللّجوء إليه أكثر من مرّة، حتّى وإن كانت نسبة التّسجيل للانتخابات ضعيفة.
اقبال محتشم
و توقّع البعض الاخر أنّ فترة التّمديد الثّانية لن تكون أفضل من الأولى ولا من الفترة الأصليّة للتّسجيل، لأنّ عمليّة التّمديد في الاجال تجعل من التّونسي يستسهل الأمور، وفي كلّ مرّة يقع فيها التّمديد لا يسجّل، على أمل أن يتمّ التّمديد في فترة التّسجيل مرّة أخرى، وبالفعل أكّد بعض المراقبين أنّ عمليّة التّسجيل خلال الثّلاثة أيّام الأولى من انطلاق فترة التّسجيل الثّانية كانت محتشمة جدّا ولا تبشّر بارتفاع كبير في عدد المسجّلين الجدد.
وفي هذا الإطار، بيّنت ليلى بحريّة رئيسة مرصد شاهد لمراقبة الانتخابات ودعم التحولات الديمقراطية في تصريح لـ “أفريكان مانجر” الاحد 10 اوت 2014 أنّ عمليّة التّسجيل خلال الثّلاثة أيّام الأولى من انطلاق فترة التّسجيل الثّانية محتشم جدّا، حيث بلغ عدد المسجّلين 36 ألف و732 شخص، ليبلغ في الجملة عدد المسجّلين الجدد 797 ألف و321 ناخب، أي أنّنا لم نبلغ الى حدّ الان 6 مليون مسجّل.
مراكز متنقلة
وعن سبب هذا الإقبال المحتشم خلال الأيّام الأولى من الفترة الثّانية للتّسجيل، أرجعت محدّثتنا ذلك الى ضعف الحملات التّحسيسيّة، مع الإشارة الى أنّ “أفريكان مانجر” لاحظت منذ انطلاق الفترة الثّانية للتّسجيل ضعف كبير في العمليّات التّحسيسيّة مقارنة بالفترة الأولى للتّسجيل والفترة الأصليّة، وفي هذا السّياق، دعت رئيسة مرصد شاهد الى مزيد التّحسيس بتكثيف الحملات التّحسيسيّة عبر المراكز المتنقّلة خاصّة في المناطق الدّاخليّة، مع التّركيز على الأرياف.
من جهة أخرى، عبّرت ليلى بحريّة عن استحسانها لمباردة وداد بوشمّاوي رئيسة الاتّحاد التّونسي لصناعة والتّجارة والصّناعات التّقليديّة التّي تقدّمت بها للهيئة العليا المستقلّة للانتخابات والتّي تنصّ على توفير مراكز متنقّلة تجوب المؤسّسات وتسجّل العاملين بها، لكن يبقى هذا الحلّ غير ناجع مائة بالمائة على حدّ تعبيرها، حيث أنّ عدد كبير من الموظّفين اختاروا أن يكون شهر أوت شهر عطلتهم الصّيفيّة بعد انتهاء شهر رمضان، ممّا يجعل من هذا الحلّ نجاعته محدودة رغم أهميّته.
ومن هذا المنطلق، قالت محدّثتنا إنّه يمكن توفير بعض المراكز المتنقّلة في الشّواطئ والفنادق بما أنّها فترة عطلة كثير من الأشخاص، لتسجيل أعداد هامّة منهم، كما دعت الى تكثيف هذه المراكز في الفضاءات التّجاريّة والمقاهي، هذا الى جانب دعوتها المجتمع المدني والأحزاب الى الانخراط في حملة التّحسيس للتّسجيل للانتخابات.
تكثيف الحملات التحسيسية اولا
و كانت ليلى بحريّة قد بيّنت في تصريح سابق لـ “أفريكان مانجر” أنّ عمليّة التّمديد في اجال التّسجيل للانتخابات لا معنى لها إذا لم يتمّ التّكثيف في الحملات التّحسيسيّة، مشيرة الى أنّ هذا الجانب مسؤوليّة الجميع من مواطنين واحزاب ومجتمع مدني وهيئة… وعلى الجميع العمل على انجاح المسار الانتخابي للخروج من المرحلة الانتقاليّة.
هدى