تونس-أفريكان مانجر
بعد إضافة فصل الى قانون الماليّة التّكميلي لسنة 2014 ينصّ على إحداث صندوق خاصّ يطلق عليه الصّندوق الوطني لمقاومة الإرهاب على أن يقع ضبط تمويله بأمر من رئاسة الحكومة،تصاعدت اليوم وتيرة الحديث عن امكانيّة فتح باب الاكتتاب لفائدة وزارتي الدّفاع والدّاخليّة، خاصّة في ظل التعاطف الشعبي مع العسكريين والأمنيين بعد تتالي استشهداهم في عدد من العمليّات الإرهابيّة.
الاكتتاب و الاستثمار
و يرجح العديد من المراقبين للوضع العام في تونس أن يشهد هذا الاكتتاب اقبالا كبيرا سيساهم من دون أدنى شكّ حسب قولهم في جمع مبلغ هامّ من الأموال للتّصدي للارهاب وتوفير جملة من التّجهيزات الضّروريّة، لكن يبقى الجدل قائما بين أفضليّة السّير نحو إحداث صندوق خاصّ بمقاومة الإرهاب أو بفتح باب الاكتتاب لفائدة وزارتي الدّفاع والدّاخليّة.
وفي هذا الإطار، قال وجدي بن رجب الخبير الإقتصادي في تصريح لـ “أفريكان مانجر” إنّ الإكتتاب يدخل في إطار الإستثمار لخلق ثروة، مثلما حصل في المرّة السّابقة مع القرض الرّقاعي الوطني، حيث فتح باب الاكتتاب لتنمية المناطق الدّاخليّة، وسيتمّ بعد فترة معيّنة ارجاع تلك الأموال الى أصحابها من مواطنين ومؤسّسات مع نسبة فائدة، مبرزا أنّ الإكتتاب مرتبط بفترة معيّنة ثمّ يغلق، ممّا يجعله لا معنى له بالنّسبة لموضوع مقاومة الإرهاب، إذ تتطلّب الحرب ضدّه تمويلات كبيرة على مدى فترة طويلة.
ضعف فادح في المعدات و التجهيزات العسكرية
وفي سياق متّصل، أوضح محدّثنا أنّه في مثل هذه المواضيع الشّائكة يجب الحديث عن صندوق خاصّ بمقاومة الإرهاب لا عن اكتتاب مهما كانت امكانيّة جمع الأموال كبيرة، مضيفا أنّه تبيّن اليوم بالكاشف الضّعف الفادح في امكانيّات وزارتي الدّاخليّة والعسكريّة من ناحية المعدّات والتّجهيزات وجاهزيّة الأعوان، ممّا يستدعي توفير أموال كبيرة على مدى فترة طويلة (الى غاية انهاء الحرب مع الإرهاب) يتمّ جمعها عن طريق الهبات والتّبرّعات، دون انتظار استرجاعها بنسبة فائدة معيّنة بعد فترة.
هذا و تجدر الإشارة الى أنّ الوضع الأمني غير المستقرّ والتّهديدات الإرهابيّة التي تترصّد بلادنا والتي بسببها خسرنا عدد من أبنائنا الأمنيين والعسكريين فضلا عن صعوبة الوضع الاقتصادي وضعف الاستثمار وتراجعت السّياحة… كلّها نقاط يمكن أن تدفع الأشخاص الطّبيعيين والمعنويين الى التّبرّع بمبالغ هامّة للمساهمة في جهود الدّولة على تحقيق الأمن والأمان، خاصّة وأنّ الوضع الإقليمي على صفيح من نار ويمكن أن يساهم في تردّي الوضع الأمني الدّاخلي وفي تنامي ظاهرة الإرهاب، باعتبار ضعف امكانيّات المؤسّسة الأمنيّة والعسكريّة.
هدى