تونس-افريكان مانجر
خلافا لما أعلنه أول أمس سفير الولايات المتحدة الأمريكية بتونس جاكوب والس،نفى اليوم وزير الشؤون الخارجية منجي الحامدي تقديم تونس اعتذارا للبيت الأبيض على خلفية تصريحات رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني خلال إلقاءه كلمة بمناسبة الإحتفال الرسمي بالمصادقة على الدستور التونسي الجديد في السادس و العشرين من جانفي الماضي،و التي إتهم فيها امريكا و إسرائيل بمحاولة تحريف مسار الثورات العربية لكي تستفيد إسرائيل.
تضارب التصريحات
و قد أثار هذا التضارب في التصريحات ردود فعل مختلفة و طرح أكثر من نقطة استفهام سيما و أن السفارة الأمريكية لن تُجازف بالإدلاء بمثل هذا التصريح،كما أنّ الخارجية التونسية لم تصدر بيانا رسميا تنفي فيه ما ورد على لسان السفير الأمريكي في إحدى التصريحات الإذاعية و لم تُعلق على الموضوع إلا اليوم الثلاثاء 11 فيفري 2014 أي بعد مرور 48 ساعة تقريبا و اكتفت بتدخلّ إذاعي فقط.
و في إتصال مع وزارة الخارجية جدّد مكتب الإعلام ل”افريكان مانجر”تأكيده على أنّ منجي حامدي كان واضحا في تصريحه،مُؤكدا أنّ الوزارة لم تُقدّم إعتذارا لواشنطن كما لم يكن لوزير الخارجية إتصال هاتفي مع السفارة الأمريكية ليعتذر عما صدر في محتوى كلمة الممثل الإيراني.
تونس غير معنية بالاعتذار
و في السياق ذاته أكد المحلل السياسي جمعة القاسمي ل”افريكان مانجر”أنّ تونس غير معنية بالإعتذار للوفد الأمريكي الذي غادر قبة المجلس التأسيسي تعبيرا عن رفضهم لكلمة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني حيث اعتبر أنّ أمريكا “داعمة للديكتاتوريات”، كما وصف إسرائيل بأنها “سرطان في المنطقة”، وقال إن “أيادي أميركا وإسرائيل حاولتا جعل هذه الثورات العربية عقيمة، وتم تحريفها لكي تستفيد إسرائيل”.
و ردّا على سؤال يتعلّق بمدى مسؤولية تونس في تلك الحادثة،حيث رأت بعض الأطراف أنّ تونس أخطأت لأنّها لم تشرح لرئيس مجلس الشورى الإيراني طبيعة الحدث الإحتفالي، أكد القاسمي أنّه لا يجوز في مثل هذه المناسبات أن تطلب تونس من الضيف الخطوط العريضة لكلمته.و قال إنّ تونس تتحمل المسؤولية الأخلاقية فقط باعتبار أن تلك التصريحات كان مسرحها المجلس الوطني التأسيسي.
و في هذا السياق وُجهت انتقادات للحكومة التونسية و ذكرت بعض التقارير الإخبارية أنّه كان يتوجب على الرئاسة التنصيص على أن الكلمات التي ستُلقى سيكون محورها الإنجاز الدستوري التونسي،الأمر الذي جعل علي لاريجاني يتلو الكلمة التي كان أعدّها مسبقا دون إحاطة أو توجيه من الجهات الراعية للإحتفال وفق ذات المصادر.
“تونس لم تخطئ حتى تعتذر”
من جانبه قال أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد ل”افريكان مانجر”إنّ الموقف الإيراني لا يُلزم تونس، و ليس هناك مبررا لتقدّم اعتذارها للبيت الأبيض قائلا”المواقف لا تُلزم إلا أصحابها،و تونس لم تخطئ حتى تعتذر”.و أضاف محدثنا أن تونس قامت بواجب الضيافة كما يجب تجاه الدول التي قبلت دعوتها للمشاركة في احتفالات الدستور الجديد،و كلّ المواقف الصادرة تلزم الدول و ممثليها.
إيران تتحمل مسؤولية تصريحات لاريجاني
هذا و كان وزير الخارجية قد نفى أن تكون تونس قدمت أي اعتذار للسفير الأمريكي المعتمد بتونس جاكوب والس ولا للإدارة الأمريكية، مؤكدا أن تونس لا تتحمل مسؤولية تصريحات الريحاني رغم أنها لا تشاطره مواقفه.
وأضاف الحامدي أنه لم يتصل هاتفياً أبداً بالسفير الأميركي، كما أن الحكومة التونسية برئاسة مهدي جمعة، لم “تُقدم أي اعتذار رسمي لأميركا، باعتبار أن لاريجاني يتحمّل مسؤولية كلامه، ولا علاقة للحكومة التونسية بمحتوى كلمات ضيوفها”.
وكانت عديد الصحف والمواقع الالكترونية تداولت أول أمس تصريحات للسفير الأمريكي والس قال فيه انه تلقى اعتذارا من الحكومة التونسية. حيث قال انه تلقى اتصالات هاتفية من عدد من أعضاء حكومة مهدي جمعة، منهم وزير الخارجية منجي الحامدي، اعتذروا فيها عن تصريحات لاريجاني.
وأشار إلى أن الوزراء التونسيين اعتبروا أن لاريجاني استغل احتفال تونس لكيل التهم لأمريكا.