تونس- افريكان مانجر
لا يزال مشروع تهيئة الجذع المركزي ومحطة الترابط بساحة برشلونة يُراوح مكانه، بالرغم من أنّ برمجته تعود إلى سنة 2008، وتقول مصادرنا إنّ سوء تقدير الكلفة الجملية للمشروع في طليعة الأسباب التي حالت دون تنفيذه.
مشروع ضخم بـ 300 مليون دينار
واستنادا إلى معطيات صادرة عن شركة نقل تونس، فقد تمت خلال سنة 2016 إعادة إطلاقه وحددت كلفته بـ 300 مليون دينار،هذا وتُراهن الشركة على المشروع الذي يُعدّ مشروعا وطنيا كبيرا سيُغير وجهة النقل على مستوى تونس الكبرى.
وقد تمّ يوم أمس، عقد جلسة عمل بإشراف وزير النقل ربيع المجيدي للنظر في مدى تقدّم المشروع وتشخيص الأسباب التي حالت دون استكمال إنجازه.
وتقرّر خلال هذه الجلسة العمل في أجل لا يتجاوز الأسبوع على تحيين لجنة قيادة إنجاز هذا المشروع الوطني من حيث تركيبتها الممثلة لمختلف الأبعاد الاقتصادية والمجتمعية والبيئية بما يمكّنها من التشخيص الدقيق والعلمي للإشكاليات ووضع خطة عمل براقماتية قادرة على اتخاذ القرار الناجع بصيغة تشاركية بشأن جدوى هذا المشروع والإمكانيات المتاحة لتنفيذه في كنف احترام التعهدات ومقاييس السلامة والأمن وجودة الخدمات في أجل أقصاه موفى ديسمبر الحالي.
ودعا الوزير إلى تطوير الرؤية بخصوص هذا المشروع المركب، الذي يهدف أساسا إلى تحسين منوال التنقل بتونس الكبرى واستيعاب الطلب الاضافي للمسافرين، مع التحلي بالاستباقية في رصد التوقعات التي من شانها الاخلال باحترام الاجال المحددة عند تنفيذ هذا المشروع والتدخل الفوري كلما اقتضى الامر .
تمويلات بقروض خارجية
وتبلغ الكلفة الجملية للمشروع بحسب أرقام صادرة عن شركة نقل تونس، 98 مليون أورو أي ما يعادل 300 مليون دينار، منها قرض من الوكالة الفرنسية للتنمية بقيمة 75 مليون أورو أي ما يعادل 229 مليون دينار إلى جانب هبة بقيمة 650 ألف أورو مع استعمال بقية قرض سابق بقيمة 800 الف أورو.
و6,2 مليون أورو في شكل هبة من المفوضية الأوروبية في إطار آلية الاستثمار من اجل الجوار، ووفرت شركة النقل بتونس تمويلات بقيمة 1,4 مليون أورو.
وسيمكن المشروع من تخفيف الضغط على ساحة برشلونة وتسهيل عملية استغلال النقل العمومي.
كما سيساهم في تحسين جاذبية النقل الجماعي في تونس الكبرى والحدّ من استعمال السيارات الخاصة حيث سيمكن المشروع من المحافظة على حصة النقل العمومي بالنسبة لمجموع التنقلات المقدرة خلال سنة 2016 بـ 36 % أو تحسينها إلى 40 %، والى تقليص مدة السفرات اليومية على شبكة المترو بحوالي دقيقتين أو 3 دقائق.
و يسعى المشروع أيضا، إلى تحسين مؤشر احترام تواتر السفرات على جميع الخطوط من ما بين 75 و80 الى 90 %، وتقليص التقاطعات من محطة الجمهورية من 44 الى 10 تقاطعات وتقليص التقاطعات في محطة برشلونة من 50 الى 25 تقاطع.
ويتكون المشروع من 4 عناصر أساسية:
· إعادة تهيئة محطة الجمهورية قصد تقليص عدد التقاطعات بين عربات المترو وتحسين سيولة جولانها على مستوى الجذع المركزي للشبكة مع تخفيض علو الأرصفة حتى تتلائم مع العربات الجديدة وإنجاز ممرّ تحتي للمترجلين.
· تغيير اتجاه جولان عربات المترو بين محطتي الجمهورية وبرشلونة مما يستوجب إعادة النظر في برمجة الإشارات الضوئية وإعادة تهيئة بعض المفترقات على هذا المستوى.
· إضافة سكة بباب الخضراء تمكن من رجوع العربات قبل الوصول الى محطة الجمهورية وذلك قصد تخفيض الضغط على هذا الجذع المركزي.
· إعادة تهيئة ساحة برشلونة لتصبح قطب ترابط متكامل يشمل المترو والحافلة من ناحية والشبكة الحديدية السريعة وخطوط الشركة الوطنية للسكك الحديدية من ناحية أخرى.