تونس-افريكان مانجر
مشهد درامي ووضعية مؤلمة ونداء استغاثة أصبح يطلقه الصغار و الكبار على عتبات المستشفيات طالبين النجدة أو بالأحرى طالبين الحياة..
تبين كل المعطيات و المؤشرات ان الوضع الوبائي كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وذلك في كل الولايات و كل المعتمديات، حيث تشهد كل المناطق ارتفاعا غير مسبوق في عدد الإصابات بالسلالات المتحورة الهندية و البرازيلية و النيجيرية وهي سلالات يمكن القول عنها فتاكة وقاتلة..
المشهد في تونس اليوم يذكرنا بما حصل في الهند منذ نحو شهرين حيث سجل هذا البلد إحدى اكبر الأرقام في الإصابات و الوفيات في العالم منذ انتشار الوباء.
حصيلة قياسية جديدة
في تونس و بعد أن أعلنت وزارة الصحة السبت الماضي عن تسجيل 4664 إصابة في يوم واحد، أعلنت امس عن تسجيل 106 حالة وفاة جديدة و 5251 اصابة بتاريخ 28 جوان 2021 وذلك اثر إجراء 14 ألفا و 122 تحليلا مخبريا. ليبلغ العدد الاجمالي للوفيات في تونس 14 الفا و843 وفاة منذ بداية الجائحة.
وقد بلغ عدد المتعافين من الفيروس 352 الفا و180 شخصا، بعد تعافي 1918 شخصا، وفق تلك الاحصائيات.
وأعلنت الوزارة أن نسبة التحاليل الإيجابية اليومية بلغت 37 فاصل 18 بالمائة مشيرة الى أن نسبة الإنذار أصبحت مرتفعة جدا، خلال الـ14 يوما الأخيرة في عدد من المناطق التي تجاوز فيها معدل العدوى أكثر من 100 حالة لكل 100 ألف نسمة.
وقد بلغت نسبة الضغط على أسرة الإنعاش في المستشفيات العمومية بمختلف ولايات الجمهورية اكثر من 90% ، فوفق آخر معطيات قدمتها فانه بتاريخ 27 جوان 2021، بلغت نسبة الضغط على أسرة الإنعاش 89.10%.
تقريبا كل الولايات في تونس حمراء و كلها تشهد مستوى اختطار عال جدا، وهو ما دفع عديد الاطباء الى توجيه تحذيرات من مزيد ارتفاع الإصابات.
صيف حزين
وقد اعتبر الدكتور رفيق بوجدارية، رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي باريانة، إن الوضع الوبائي يتسم بالخطورة القصوى في ظل الارتفاع الكبير والسريع للمؤشرات الحمراء في جميع أنحاء البلاد مشددا على ان الحل لكسر حلقات العدوى يكمن في إقرار الحجر الصحي الشامل.
وفي تعليقه عن القرارات الحكومية المعلن عنها مساء الثلاثاء و التي كانت أبرزها تغيير توقيت منع الجولان ليصبح الثامنة مساءا عوضا عن العاشرة ليلا، قال بوجدارية إن مثل هذه القرارات تجعلنا نستعد لصيف حزين ..و مزيد من الضحايا في المستشفيات و المقابر، وفق تعبيره.
نداء استغاثة دولي
وفي ذات السياق، أطلق عدد من الأطباء ومنظمات المجتمع المدني صيحة فزع ونداء استغاثة دولية من أجل التدخل العاجل وإنقاذ أرواح المواطنين خاصة بعد تسجيل إصابات لدى عائلات بأكملها.
وتوجهت عدد من الجمعيات والمنظمات في بيان بعشر لغات، بنداء إلى “المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية للتدخّل العاجل والفوري لوضع حدّ لآلام ومأساة سكان ولاية القيروان المنكوبة وإيقاف نزيف هذه الكارثة الصحيّة”.
كما طالب عدد من أعضاء اللجنة العلمية بإعلان حالة الطوارئ الصحية حيث شددت نصاف بن علية في تصريح إذاعي على ضرورة وضع نص قانوني ينظم حالة الطوارئ الصحية ويحدد مجال التدخل والإجراءات القانونية التي تخول اتخاذ القرار في كل مرة يتم فيها إعلان الطوارئ الصحية، وفق تعبيرها.
جدير بالذكر، أن رئاسة الحكومة، أعلنت أمس عقب اجتماع الهيئة الوطنية لمجابهة انتشار فيروس كورونا برئيس الحكومة عن بعد جملة من القرارات التي اعتبرها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي دون المأمول.
وتمثلت هذه القرارات في:
أولا: التشديد في الإجراءات المعتمدة على المستوى الوطني والمقررة للفترة المتراوحة بين 26 جوان و11 جويلية وذلك على النحو التالي:
-منع الجولان ابتداء من الساعة الثامنة مساء الى الساعة الخامسة صباحا من اليوم الموالي، (عوضا عن الساعة العاشرة ليلا).
-ضرورة الاستظهار بتحليلPCR مرفوقا برمز الاستجابة السريعة (PR Q) لكل الوافدين على تونس لا تتجاوز مدته 72 ساعة (ينطلق تطبيق الإجراء بداية من يوم 1 جويلية 2021 على الساعة منتصف الليل).
-تأجيل أو إلغاء كافة التظاهرات الجماهيرية المفتوحة لمشاركة أو حضور العموم وذلك سواء في الفضاءات المفتوحة أو المغلقة.
-الانطلاق الفوري في حملات تلقيح ميدانية عن طريق فرق متنقلة تابعة لوزارة الصحة حول البؤر بمواكبة من أعضاء الحكومة.
-تشديد تطبيق كافة البروتوكولات بخصوص جميع الفضاءات والمحلات المخول لها مواصلة نشاطها والغلق الفوري للمحلات المخالفة (الانطلاق الفوري في الإجراء وتنظيم مواكبة إعلامية لعمليات ردع المخالفات).
-تنظيم سير عمل المصالح العمومية عبر آلية العمل عن بعد ومنح عطل الاستراحة للأعوان العموميين خلال الفترة الممتدة من 1 جويلية إلى 21 جويلية على نحو يحدّ من التواجد الحضوري للأعوان في كل مصلحة بنسبة لا تتجاوز الثلث (باستثناء أعوان وزارة الصحة ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع وما يتم استثناؤه بقرار صريح من المصالح المختصة برئاسة الحكومة) ودعوة القطاع الخاص إلى اعتماد نفس المنوال.
ثانيا: مواصلة العمل بالإجراءات الخاصةعلى مستوى بالمعتمديات والولايات حسب بالإجراءات المعلن عنها بتاريخ 25 جوان 2021 والملائمة لنسبة الإصابات (أكثر من 400 / بين 300 و400 / بين 200 و300 / أقل من 200 لكل 100 ألف ساكن)والمعلن عنها بتاريخ 25 جوان 2021 مع اعتماد ما يلي:
-اعتماد توحيد الإجراءات بين المعتمديات حسب معدل الإصابات على مستوى الولاية. ولا يحول ذلك دون لاتخاذ إجراءات موحدة لكافة المعتمديات بالولاية مع إمكانية التشديد في الإجراءات للمعتمديات التي تتجاوز معدل الولاية دون إمكانية التخفيف للمعتمديات التي تشهد نسبة إصابة أقل من المعدل العام على مستوى الولاية.
-إحكام التنسيق بين الولاة لضمان نجاعة الإجرءات وخاصة إجراء منع التنقل بين المناطق في الجهات المتجاورة (مثال إقليم تونس).
-التطبيق الصارم لمنع التنقل بين المناطق وفقا للقرارات التي يتخذها الولاة عدى الحالات الاستثنائية.
-تكثيف حملات التقصي الميداني وتقصي المخالطين بطريقة مكثفة وواسعة النطاق خاصة في المناطق التي تشهد انتشار سريعا للوباء في 14 يوما الأخيرة وتعزيز حملات التثقيف الصحي والتوعية.