تونس-أفريكان مانجر
استبعد مدير الديوان الرئاسي في تونس رضا بالحاج لـجريدة «الشرق الأوسط»، احتمال إعلان رئيس الجمهورية التونسي الباجي قائد السبسي عن تغيير الحبيب الصيد أو طاقم كبير من وزرائه.
و قال بلحاج أن الحبيب الصيد «يكاد يكون رجل الدولة الوحيد في تونس حاليا القادر على تفعيل عمل الإدارة مركزيا وجهويا ومحليا وعلى فهم الشواغل التنموية للتونسيين في المدن والمناطق المهمشة التي عمل به وخبرها مطولا، فضلا عن خصاله باعتباره مسؤولا سابقا عن وزارة الداخلية ومستشارا أمنيا لرئاسة الحكومة، وسبق له أن تولى حقائب وزارية تنموية وسياسية كثيرة، من بينها الزراعة والبيئة والتنمية الجهوية».
كما نوه رضا بالحاج بقدرة الحبيب الصيد على التعاون مع كل الفرقاء في الأطراف الوطنية الحزبية والسياسية من النداء إلى النهضة وبقية الشركاء في الائتلاف الحاكم والمعارضة والنقابات.
واعتبر رضا بالحاج أن «من بين نقاط القوة في رئيس الحكومة الحالي الحبيب الصيد التوافق التام مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس البرلمان زعيم حزب الأغلبية الحاكمة محمد الناصر.. أي أن التوافق بين الرؤساء الثلاثة متميز».
شلل و تضارب للنفوذ
وذكر بالحاج بكون الدستور الحالي يعطي صلاحيات كبيرة جدا لرئيس الحكومة وللبرلمان وأخرى لرئيس الجمهورية ومن بين أكبر المخاطر التي قد تشل البلاد في صورة مغادرة الحبيب الصيد لرئاسة الحكومة أن تتعرض مؤسسات الدولة لنوع من الشلل بسبب تضارب النفوذ والخيارات والتوجهات بين رأسي السلطة التنفيذية في قرطاج والقصبة.
كما تحتاج تونس إلى ما لا يقل عن 6 أشهر لتتوصل الأحزاب الكبرى في البرلمان والمعارضة إلى توافق على شخصية جديدة ترأس الحكومة بعد توافقها على الحبيب الصيد الذي اختاره حزب الباجي قائد السبسي وسبق أن عمل وزيرا في حكومة الترويكا بزعامة حمادي الجبالي فضلا عن كونه تولى حقائب وزارية تنموية في عهد زين العابدين بن علي.
و رغم تأكيد رئيس الحكومة الحبيب الصيد في أكثر من مناسبة أنّه لا نية في إجراء تحوير وزاري، فإنّ بعض المصادر السياسية وقيادات داخل أحزاب الائتلاف الحاكم رجحت إمكانية القيام بتغيير حكومي خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وكانت القيادية بحزب حركة نداء تونس والنائبة بمجلس النواب بشرى بلحاج حميدة أنّه من المتوقع قد تحدثت عن إمكانية اجراء تحوير في التشكيلة الوزارية خلال شهر سبتمبر المقبل.
تغيير جذري في الحكومة
وبحسب ما أكدته مصادر سياسية مطلعة لـموقع “العربي الجديد” فانه يوجد تغييرات حكومية وشيكة قد تصل حدَّ تشكيل حكومة جديدة، خلال شهر سبتمبر المقبل و قد يكون هذا التغيير جذرياً، بشكل قد يعيد تشكيل التحالفات، وربما تشهد الحكومة الجديدة حضوراً بارزاً لـ”حركة النهضة” بمجموعة من الوزراء، ما يعكس تحالفاً حقيقياً بين حزبي “النداء” و”حركة النهضة” الفائزين بالمرتبة الأولى والثانية في الانتخابات التشريعية الأخيرة، بعد أن ظلّ هذا التقارب محتشماً ومعرّضاً لهزات كثيرة منذ بداية تشكيل حكومة الحبيب الصيد.
و نقلت ذات المصادر أن العلاقة بين الحزبين، عرفت في الفترة الأخيرة تقارباً كبيراً بعد فترة الاختبار المتبادل التي استمرت أشهراً، تغيّر معها موقف الرافضين للتحالف من جهة “نداء تونس”، وخصوصاً من الشق اليساري في النداء.
اغلبية مطلقة
الجدير بالذكر ان حكومة الحبيب الصيد نالت ثقة البرلمان بأغلبية مطلقة أي بـ166 صوت من مجموع 204 صوت.
وتضم الحكومة 26 وزيرا وكاتبا عاما للحكومة و14 كاتب دولة وذلك بمشاركة كل من حركة النهضة وحزب آفاق تونس إلى جانب حزب نداء تونس والاتحاد الوطني الحر والجبهة الوطنية للإنقاذ و عدد من الكفاءات ومن ممثلي المجتمع المدني.