تونس-أفريكان مانجر
يهدف مشروع تبرورة إلى استصلاح السواحل الشمالية لمدينة صفاقس المتضررة من المخلّفات الصناعية وخاصّة منها الناجمة عن مادّة الفوسفوجيبس لتساهم في التوسع العمراني لمركز المدينة على مساحة تقدر بحوالي 420 هك تمتد من الميناء التجاري إلى حدود مسرح الهواء الطلق الممتدة على طول 6 كلم، غير أنّه رغم أهمّيته، إلاّ أنّ كثير من المعوقات تعترض هذا المشروع وجعلت القرارات التّي اتّخذت خلال 4 حكومات متتالية منذ اندلاع الثّورة حبرا على ورق، الشّيء الذي جعله ينتظر قرارات جريئة من قبل الحكومة الجديدة.
وحول هذا الموضوع، بيّن محمّد قويدر مدير رئيس عامّ شركة الدّراسات وتهيئة السّواحل الشّماليّة لمدينة صفاقس في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّ الإشكال يتمثّل في كيفيّة التّصرّف لإنجاز المرحلة الثّانية من المشروع، مبرزا أنّ المشكل الأساسي للمشروع لا يتمثّل في التّمويل بل في اتّخاذ القرار، حيث أنّ كلّ الحكومات المتعاقبة منذ اندلاع الثّورة لم تبتّ في هذا الموضوع بشكل نهائي.
وفي هذا السّياق شدّد محدّثنا على ضرورة إسراع الحكومة الجديدة في أخذ القرار وتحديد الخيارات اللاّزمة في إنجاز المرحلة الثّانية عن طريق الشّراكة بين الدّولة والخوّاص بالشّكل الذي تكون فيه رقابة الدّولة والمستثمرين والمجتمع المدني متوفّرة لضمان نجاعة المشروع. هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ وزير التّجهيز إطّلع أمس الثّلاثاء 11 مارس خلال زيارة أدّها إلى صفاقس على كافّة العقبات التّي تعطّل سير المشروع، على أمل أن يتمّ اتّخاذ القرارات الصّائبة بخصوص هذا الموضوع في القريب العاجل وتفعيل محاضر الجلسات السّابقة.
قروض تسدّد ومشروع لم يكتمل
وتجدر الإشارة إلى أنّ شركة الدّراسات وتهيئة السّواحل الشّماليّة لمدينة صفاقس عهد إليها بإنجاز مختلف مكونات مشروع تبرورة بمقتضى اتّفاقيّة المراقبة والإشراف على أشغال إزالة التّلوّث وتهذيب السّواحل الشّماليّة لمدينة صفاقس وإعداد الدّراسات المتعلّقة بأشغال التّهيئة الممضاة مع الدّولة التّونسيّة بتاريخ 16 أوت 2005. وقد تمّ في هذا الإطار إزالة التلوث من منطقة التدخل وردم مساحات على حساب البحر على قسطين (قسط أول سنة 2009 وقسط ثاني سنة 2012) بمبلغ جملي يقدر بحوالي 140 مليون دينارا ممولة بقروض أجنبية، علما وأنّ الدولة التونسية انطلقت في تسديد القروض المذكورة منذ شهر جويلية 2010، وفق ما أكّده لنا مصدر مطّلع بوزارة التّجهيز.
محاضر جلسات لم تفعّل منذ سنتين
أمّا في مرحلة ثانية فقد تمّ حسب نفس المصدر من الوزارة تهيئة المنطقة وإنشاء قطب عمراني جديد، كما تمّ الإعداد للانطلاق في إطار هذه المرحلة المرتبطة بتهيئة المنطقة من خلال عديد الدراسات وخاصة دراسة المثال المديري للمنطقة ودراسة إستراتيجية تنمية المنطقة. وفي هذا السّياق قامت شركة الدّراسات وتهيئة السّواحل الشّماليّة لمدينة صفاقس منذ شهر جويلية 2011 بإعداد دراسة حول الإشكاليات المحيطة بمشروع تبرورة وشروط نجاحه لدفع الاستثمار بالمنطقة وتحقيق المردودية الاقتصادية للمشروع حيث تم عرض هذه الإشكاليات على أنظار ثلاث جلسات عمل وزارية أيام 21 ماي 2012، 20 نوفمبر 2012 و23 ماي 2013 دون أن يتمّ تفعيل أيّ محضر من محاضر هذه الجلسات إلى حدّ الآن.