تونس – افريكان مانجر
قال رئيس مدير عام الديوان التونسي للتجارة إلياس بن عامر ، أن أزمة السكر التي تعيش على وقعها تونس تعود بالأساس إلى أزمة الغذاء العالمية بسبب جائحة كورونا و الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الأسعار نتيجة قرارات بعض الدول وقف التصدير بالإضافة إلى إخلال مزود أجنبي بعقد أبرمته الدولة معه لتوريد 22 ألف طن .
وذكر بن عامر في حديث “لافريكان مانجر” بان كل هذه العوامل قد تزامنت مع ذروة الاستهلاك المحلي لمادة السكر خلال فصل الصيف ،مما نتج عنه تراجعا في الاحتياطي الاعتيادي من هذه المادة و اختلالا في العرض و الطلب بحسب تقديره .
و لفت مصدرنا إلى أن السعر العالمي لمادة السكر قد شهد ارتفاعا بنسبة 60 بالمائة ، حيث أن سعر الطن منه قد قفز من 360 دولار إلى 700 دولار بين سبتمبر 2021 وسبتمبر 2022 .
و لاحظ المدير العام الديوان التونسي للتجارة ، بان هذه الوضعية تسببت في خلق المضاربة و الاحتكار ،”إلا أن وزارة الإشراف تعمل على مراقبة كل مسالك البيع ” بحسب قوله .
عودة نسق التوزيع
و توقع محدثنا عودة نسق توزيع مادة السكر بصفة عادية خلال الأسبوع القادم ، مشددا أن الشحنة القادمة من الجزائر تمت في إطار صفقة عمومية لاقتناء 20 ألف طن من السكر ، نافيا أن تكون قد تحصلت عليها تونس بصفة مجانية .
و أوضح في هذا السياق بان شركة “سيفيتال الجزائرية ” قررت نقل الشحنة عن طرق البر برخصة تصدير استثنائية لبلادنا وذلك ربحا لتوقيت الشحن و النقل .
و شدد على كلفة هذه الصفقة قدرت ب14 مليون دولار أي ما يعادل 45 مليون دينار تونسي على أن يتم بصفة أولية شحن 14 ألف طن من هذه المادة و 6 ألاف أخرى خلال الأيام القادمة ، مشيرا إلى أن يوم الجمعة القادم ستصل أيضا إلى ميناء بنزرت شحنة أخرى من السكر بكمية تقدر بـ27 ألف طن .
لا صعوبات مالية في خلاص المزودين
و نفى بن عامر وجود أي صعوبات مالية في خلاص المزودين الأجانب من طرف الدولة التونسية .
و أوضح مصدرنا بان استهلاك التونسي اليومي من مادة السكر( من اسر أو مصنعين ) يقدر بحوالي ألف طن ، بينما يصل استهلاكه اليومي إلى 1500 طن خلال أيام الذروة .
و أشار إلى أن الديوان قام خلال هذا الأسبوع بتزويد جل المصنعين بمادة السكر تفاديا لبعض التعطيلات التي لحقت بالإنتاج خلال الأسابيع الماضية ، مشددا على أن المصانع لم تغلق أبوابها و ذلك على عكس ما يروج له إنما خفضت في الكميات المصنعة .
و قال بان الديوان قام بتزويد شركة صنع المشروبات بتونس بصفة آنية و مباشرة بمادة السكر ، موضحا بان هذا المصنع يستهلك حوالي 60 طن يوميا من هذه المادة .
الحلول الآنية و المستقبلية
و لفت الياس بن عامر إلى أن الديوان ،و تفاديا لتعطيل مصالح بعض المصنعين، قام و بصفة استثنائية بتمكينهم من رخص توريد وقتية و مباشرة لجلب مادة السكر على غرار شركتي “دليس” و “سويتي شوب” للبسكويت .
بالإضافة إلى ذلك ، أفاد ذات المصدر أن عودة إنتاج مصنع “جونيور” للسكر بولاية جندوبة وفًر حوالي 4 ألاف طن من هذه المادة للسوق المحلية , مفيدا بان ديوان التجارة و في إطار اتفاقية سيقوم هذا الشهر بتزويد معمل السكر بباجة ب 23 ألف طن من هذه المادة لتكريرها على أن يعود هذا الأخير للعمل بداية من شهر أكتوبر القادم .
و كشف ذات المتحدث بان معمل السكر بكل من ولايتي باجة و جندوبة يوفران حوالي 170 ألف طن من السكر سنويا بينما يتم توريد حوالي 200 ألف طن من السكر الأبيض من بعض البلدان على غرار الهند و البرازيل .
و طمأن مصدرنا المواطن التونسي حول وجود مخزون احتياطي من مادة السكر سيغطي حاجياته الاستهلاكية بنوعيها (المنزلي و الصناعي ) إلى نهاية هذه السنة .
القهوة متوفرة
أما بالنسبة لمادة القهوة ، فقد أكد رئيس مدير عام الديوان التونسي للتجارة إلياس بن عامر ، بان النقص الذي شهدته هذه المادة بالسوق المحلية يعود لنفس الأسباب المذكورة سابقا ، مشيرا إلى أن الديوان قام بتوفير مخزون ب7 ألاف طن سيمكن من توفير حاجيات شهرين و نصف من طلبات المزودين .
و شدد على أن سعر القهوة قد ارتفع بنسبة تتراوح بين 40 إلى 50 بالمائة في الأسواق العالمية، مبينا بان استهلاك التونسي بهذه المادة يبلغ سنويا 30 ألف طن .
و على عكس ما يروج ، أكد الياس بن عامر بان الديوان يقتني سوى المنتوجات ذات الجودة الرفيعة سواء في مادتي السكر أو القهوة و حتى الأرز مشيرا إلى أن كل المواد تخضع للمراقبة الصحية و الفنية بحسب قوله .