تونس-افريكان مانجر
بين التفاؤل و التشاؤم بخصوص نتيجة الحوار الوطني المنتظر الإعلان عنها منتصف يوم غد السبت، تراوحت آراء عدد من المراقبين للشأن السياسي الداخلي.و لئن توقع البعض تأجيل النتيجة من جديد فقد أكد الاتحاد العام التونسي للشغل في تصريح ل”افريكان مانجر”بأنّ يوم غد هو تاريخ الحسم النهائي مُحملا الحكومة و بصفة خاصة رئاسة الجمهورية مسؤولية تعثر الحوار في أكثر من مناسبة.
في المقابل وساعات قليلة قبل إنتهاء المهلة الزمنية التي حددها الرباعي الراعي للحوار الوطني من أجل التوافق حول شخصية رئيس الحكومة المقبلة، عادت المشاورات إلى نقطة الصفر بعد أن رفض عضو المجلس التأسيسي القومي لسنة 1956 مصطفى الفيلالي صباح اليوم 13 ديسمبر 2013 الترشح لخلافة علي العريض.
انطباع سيء
باتصال مع الخبير في الشؤون الإستراتيجية مازن الشريف أكد ل”افريكان مانجر”أنّه من المتوقع أن يتم الإعلان عن فشل الحوار الوطني،و أضاف بأنّ السيناريو الحالي أعطى انطباعا سيئا على مستوى الوعي السياسي خاصة للدول الأجنبية التي تُراقب عن كثب مُجريات الأحداث في تونس.
و أوضح الخبير الإستراتيجي أنّ رفض مصطفى الفيلالي البالغ من العمر 92 سنة اليوم الترشح لمنصب رئاسة الحكومة عمّق من حالة الغموض و جعل الوضع السياسي في تونس شبيه ب”الفوازير”أو هي “مسلسل تركي” بأبطال تونسيين.و إجمالا اعتبر أنّ الحوار الوطني لُعبة وُرطت فيها الدولة التونسية.
و في ختام حديثه معنا استغرب مازن الشريف من إصرار الأحزاب السياسية ترشيح شخصيات تجاوزت عتبة االتسعين سنة و الحال أن تونس تزخر كما هو معلوم بالعديد من الكفاءات المشهود بها دوليا و محليا.
المرزوقي المشكل الرئيسي
من جانبه قال القيادي في حركة نداء تونس لزهر العكرمي إنّ إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال الساعات القليلة المقبلة ما تزال قائمة،و ردّا على ما كان قد صرّح به مؤخرا أمين عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية عماد الدايمي من أن رئاسة الجمهورية سترعى الحوار الوطني في حال فشل مُجددا في التوافق على رئيس الحكومة القادمة،قال العكرمي إنّ المنصف المرزوقي ليست له الأهلية و لا الصفة في رعاية الحوار الوطني.و بيّن أنّ رئيس الجمهورية المؤقت هو المشكل الرئيسي في الحوار الوطني.كما استبعد هذه الفكرة خاصة و أنّ المرزوقي شخصية لا تتمتع بثقة الأطراف على حدّ قوله.
المحلل السياسي منصف وناس كان متفائلا بخصوص موضوع الحوار الوطني،و في تصريح ل”افريكان مانجر” قال إنّ اعتذار مصطفى الفيلالي في اللحظات الأخيرة هو الذي أجل التوافق بشان الشخصية القادمة لخلافة علي العريض.و أضاف محدثنا بأنّ الرباعي الراعي للحوار الوطني قد يُضطر مُجددا إلى تأجيل النتيجة النهائية إلى مطلع الأسبوع القادم.
و فيما يتعلق بعامل السنّ حيث تُصرّ بعض الأحزاب على ترشيح شخصيات متقدمة،أوضح المحلل السياسي أنّ هذا الاختيار مرّده خوف البعض من أن تكون لرئيس الحكومة القادمة أهداف خاصة و مطامع في مواصلة المشوار .
اتحد الشغل:المرزوقي سبب فشل الحوار
وباتصال مع الأمين العام المساعد للإتحاد العام التونسي للشغل قاسم عفية أكد هذا الأخير ل”افريكان مانجر” أنّ منتصف يوم الغد سيكون الحسم النهائي في نتيجة مفاوضات الحوار الوطني، و لئن رفض محدثنا الإدلاء بالأسماء الجديدة التي دخلت في السباق فقد أفادنا أنّ تسريب اسم الفيلالي لوسائل الإعلام هو السبب الرئيسي في رفضه المنصب لأنه لم يشأ الدخول في تجاذبات سياسية.
و قد حمّل الأمين العام المساعد الرئيس منصف المرزوقي مسؤولية تعثر الحوار الوطني والمشاورات وقال إنه سبب المشاكل معتبرا أن رئاسة الجمهورية تسعى إلى تغليب مصلحتها الشخصية على حساب المصلحة الوطنية.
كما استبعد محدثنا فرضية تحويل وجهة الحوار الوطني إلى قصر قرطاج في حال فشل الحوار قائلا إنّ المرزوقي غير مُؤهل لإدارة مثل هذه المهام و سيساهم في حال تولى رعاية الحوار في إحداث الفتنة و البلبة في البلاد على غرار ما أثاره من جدل بإصداره ل”الكتاب الأسود”.
وللإشارة فان مفاوضات الحوار الوطني عُلقت منذ 5 نوفمبر الماضي، و تمّ تأجيل نتيجته النهائية في أكثر من مناسبة بسبب عدم التوافق حول اسم الشخصية التي ستخلف عي العريض على رأس الحكومة القادمة.
و في انتظار منتصف يوم الغد للإعلان النهائي عن التوافق أو الفشل، ترى بعض النخب السياسية أن سيناريو الحوار الوطني قد أعطى انطباعا سيئ عن مدى جدية السياسيين في الخروج بتونس من الأزمة كما كشفت أنّ الدولة تورطت في هذه اللُعبة.فيما يتوقع آخرون أن يتم غدا الإعلان من جديد عن تأجيل نتيجة الحوار إلى مطلع الأسبوع القادم.
بسمة المعلاوي