تونس-افريكان مانجر
في وقت تراهن فيه تونس على القطاع السياحي لتجاوز الأزمة الاقتصادية، نظرا لتأثيراته المباشرة على التشغيل وعلى العائدات من العملة الأجنبية، شهدت بلادنا الثلاثاء 9مارس 2023، هجوم غادر بالقرب من معبد الغريبة بجربة أين يحتفلون زوار الكنيس بموسم الحج.
ويرى متابعون للشأن الاقتصادي، أن حادثة الغريبة قد تضع أمام الاقتصاد التونسي من جديد تحديات اضافية تتطلب الاسراع بالكشف عن ملابسات هذه الحادثة و باعادة التسويق للبلاد كوجهة سياحية امنة و بعث رسائل ايجابية للداخل و الخارج، سيما و أن مثل هذه الحادثة حصلت في العديد من دول العالم، وذلك بهدف تجنب أي تداعيات مستقبلية لها سيما و أن البلاد على أبواب الموسم السياحي، فضلا عن أن العاملين في القطاع السياحي يعتبرون نجاح الغريبة نجاح للموسم ككل.
من جهته أستاذ الاقتصاد بالجامعة التونسية فتحي النوري، استبعد في تصريح لأفريكان مانجر، أن يكون لحادثة جربة تداعيات كبرى على الاقتصاد الوطني و لن يتسبب في تعميق الأزمة، واصفا الحادثة بالظرفية.
ولفت الى أن الاقتصاد الوطني يعاني من صعوبات هيكلية طويلة الأمد ، فضلا عن أنه لايمكن مقارنة ما حصل بجربة بالعمليات الارهابية التي حدثت في تونس سابقا، خاصة و أن الوضع السياسي و الأمني في الوقت الراهن يعتبر مستقرا، وهو ما يحدُ من تأثيرات عملية جربة.
وأشار في ذات السياق، الى أنه بحسب مهنيو القطاع السياحي فانه الى اليوم لا وجود لالغاء حجوزات، وهو ما يجعل فرضبة أن يكون للحادثة تداعيات سلبية مستبعدة في الوقت الراهن.
ذكر ان عون حرس تابع للمركز البحري الوطني باغير، وهو في عطلة، اقدم على قتل زميله وحمل زيه والاستيلاء على سلاحه وذخيرة، ليتوجه بعد ذلك الى معبد الغريبة على متن دراجة (ذات اربع عجلات)، ويقوم باطلاق النار على اعوان كانوا يؤمنون المكان، وقد تسببت العملية في استشهاد عوني امن (احدهما على عين المكان والاخر في المستشفى) واصابة اخرين، بالاضافة الى وفاة زائرين تونسي (30 سنة) وفرنسي (42 سنة)، واصابة اخرين بجروح متفاوتة.
وقد تواصل، قدوم كل الرحلات المبرمجة نحو تونس وجزيرة جربة بنسق عادي دون أي تغيير أوإلغاء، و أكد وزير السياحة محمد المعز بالحسين، أمس الأربعاءـ، بأنّ الحجوزات حافظت على نسقها وهو ما يعد مؤشرا إيجابيا.
وشدد على ان أي بلد ليس بمنأى عن مثل هذه الحادثة التي عكست اليقظة وسرعة التدخل ونجاعته وتماسك كل أفراد المجتمع لتزيد في تماسك تونس وصلابتها والمضي قدما للنهوض بها وباقتصادها وسياحتها.
وقال الوزير، خلال اشرافه على نشاط خلية المتابعة واليقظة التي تشكلت بالمناسبة لمتابعة وضعية النزلاء والوضع الأمني بالتنسيق مع وزارة الداخلية والسلط الجهوية إن “الحجوزات أيضا حافظت على نسقها دون أي إلغاء بما يعتبر مؤشر إيجابي”.
وأشار، إلى أهمية التعاطي مع هذه الحادثة من جانب سرعة التدخل الأمني ونجاعته، مؤكدا “تواصل الثقة في تونس وفي هذه الوجهة ما يجعل كل المتدخلين يواصلون العمل بالنسق نفسه والبرمجة لإنجاح الموسم السياحي وتوفير كل الظروف لحسن إقامة السواح واستقبالهم”.
كما أكد أن “أي بلد ليس بمنآي عن مثل هذه الحادثة التي عكست اليقظة وسرعة التدخل ونجاعته وتماسك كل أفراد المجتمع لتزيد في تماسك تونس وصلابتها والمضي قدما للنهوض بها وباقتصادها وسياحتها”.
وتهدف زيارة وزير السياحة، الى جزيرة جربة الى طمأنة السياح المقيمين بالنزل ومتابعة نشاط الرحلات السياحية المبرمجة داخل الجزيرة في سير طبيعي وعادي لكل الأنشطة.
بدوه، احمد بالطيب رئيس جامعة وكالات الاسفار، أكد في تصريحات اعلامية، ان برامج الرحلات الخاصة بالسواح، بعد عملية اطلاق النار في جربة، مازالت مستمرة والسواح يواصلون جولاتهم في الجزيرة.
واشار احمد بالطيب، الى تشكيل خلية ازمة تضم المهنيين في القطاع السياحي بجربة، بعد الحادثة لضمان حسن التواصل وبث رسائل الطمأنة للداخل والخارج، مُعتبرا، ان الحديث عن عدم تسجيل اي الغاء للحجوزات، لا يزال مبكرا.
وشدد بالطيب على ضرورة تكاتف الجهود والعمل من اجل انقاذ الموسم السياحي، لتفادي اكبر ما يمكن من تداعيات.
واجمالا، فقد سجل القطاع السياحي أرقاما إيجابية منذ مطلع العام الجاري الى غاية يوم 20 مارس 2023، ذلك أنّ عائدات السياحة في تونس سجلت زيادة بنسبة 66 بالمائة لتبلغ قيمة 881 مليون دينار مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2022.
و بلغ عدد الوافدين على البلاد نحو 1,4 مليون سائح أي بزبادة قدرها 11,8 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2019، فيما بلغ عدد الليالي المقضاة 2,2 مليون.
وتأتي هذه الأرقام في وقت أكدت فيه الوزارة شروعها في اعتماد مخطط عملي لاستعادة النشاط السياحي لما بعد كوفيد، خاصة في علاقة بتنويع المنتوج والعرض السياحي بما يتماشى مع الطلبات المتغيرة للراغبين في القدوم إلى تونس، كما أعلنت استعداد مختلف المؤسسات السياحية لاستقبال الوافدين الأجانب من مختلف دول العالم.
وتقول الوزارة إنّ تصنيف تونس خلال سنة 2022، في المرتبة الرابعة ضمن الوجهات السياحية العالمية المفضلة لدى السائح الفرنسي ينبأ بموسم سياحي واعد.
وقد سجلت العائدات السياحية زيادة بنسبة 83 بالمائة لكامل سنة 2022، مقارنة بسنة 2021، لتبلغ قيمتها 4،2 مليار دينار، وفق ما أظهرته المؤشرات النقدية والمالية الصادرة عن البنك المركزي التونسي.
ويساهم القطاع السياحي في حدود 7 % من الناتج الداخلي الخام و يمكن من خلق 380.000 موطن شغل مباشر وغير مباشر كما يغطى 56% من عجز الميزان الصناعي للبلاد.