تونس- افريكان مانجر
تُشير آخر الإحصائيات الصادرة عن البنك المركزي التونسي ان مديونية القطاع السياحي بلغت 4800 مليون دينار، ويواجه القطاع حاليا أسوء أزمة منذ الهجمات الارهابية الغادرة التي تمّ تسجيلها سنة 2015.
ومع تواصل تفشي فيروس كورونا في تونس وفي مختلف دول العالم، تراجعت العائدات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بنسبة 71%، ووفق ما صرّح به مؤخرا وزير السياحة الحبيب عمار فإنّ عدد السياح الوافدين إلى البلاد تراجع بنسبة 88% إضافة إلى تسجيل تراجع بـ33% بالنسبة لليالي السياحية المقضاة.
ورغم اقرار الحكومة لجملة من الاجراءات لفائدة القطاع خلال شهر ماي الماضي، الا انها بقيت حبرا على ورق بحسب ما اكده رئيس الجامعة التونسية لوكالات الاسفار جابر عطوش مؤكدا في تصريح لـ “افريكان مانجر” أن هذا القطاع الحيوي للاقتصاد الوطني يبلغ بعد مرحلة الاندثار.
وفي هذا السياق، ينتظر ان يتمّ عقد اجتماع طارئ خلال الأسبوع القادم لإيجاد حل لمسألة الحصول على القروض وتدارس مديونية هذه المؤسسات السياحية، وفقا لما اعلنته الجمعية المهنية التونسية للبنوك.
وقد انتظمت اول امس، جلسة عامة بوزارة السياحة خصصت لمتابعة الوضعية الصعبة للمؤسسات السياحية، تم خلالها اقتراح احداث لجنة عمل مشتركة تضم وزارة السياحة والمهنيين في القطاع والبنوك المعنية لتدارس هذه الإشكاليات وايجاد الحلول الكفيلة بتجاوز الأزمة، وفق بلاغ أصدرته وزارة السياحة.
وأكد الحاضرون في جلسة العمل ضرورة التسريع في تنفيذ الاجراءات الحكومية لفائدة القطاع السياحي والمتعلقة خاصة بتمكين المؤسسات المتضررة من الحصول على قروض في أقرب الآجال.
وتطرقوا الى الصعوبات المالية التي تعيشها أغلب المؤسسات السياحية اثر توقف نشاطها كليا جراء تفشي وباء كورونا مما دفع وهو ما سينعكس سلبا على مواطن الشغل.
وأشاروا، كذلك، إلى عدم تمكين المؤسسات السياحية بعد من الحصول على القروض الاستثنائية، طبقا للقرارات الحكومية المعلنة لمساندة المؤسسات المتضررة من جائحة كورونا، مما تسبب في نقص السيولة الضرورية للتمكن من خلاص أجور العاملين في القطاع ومجابهة مصاريف التسيير.
جدير بالذكر أن نحو 4 مليون تونسي يعيشون بشكل مباشر وغير مباشر من المداخيل السياحية، وفق ما ذكره الحبيب عمار، مؤكدا في تصريحات سابقة على أن “دور الوزارة هو إعادة نسق القطاع”، مشددا على الوزارة ستسخدم كل الآليات المتاحة لكسب رهان المحافظة على القطاع من الانهيار والمخاطر، التي تتهدده في ظل انعكاسات انتشار فيروس كوفيد-19 والحجر الصحّي.