تونس-افريكان مانجر
نفى القيادي بحركة النهضة حسين الجزيري لـ”أفريكان مانجر” خبر “استقالة جماعية ” لنواب حركة النهضة بالمجلس الوطني التأسيسي احتجاجا على عدد من فصول الدستور الجديد و شدد في السياق ذاته على انه لا يوجد الى حد الان اية استقالة رسمية من قبل نواب النهضة بالتأسيسي مشددا ان هذا الأمر مستبعد جدا بحسب قوله .
في المقابل، كشف الجزيري بشأن الاربعة نواب الذين قدموا استقالتهم بداية هذا الأسبوع لمكتب الحركة، أن ثلاثة منهم قاموا بسحب استقالتهم رسميا فيما سيتراجع النائب الرابع عن هذه الاستقالة بحسب تأكيده.
و كانت كتلة حركة النهضة بالتأسيسي قد شهدت استقالة اربعة نواب و هم أحمد السميعي وخالد بلحاج وكوثر لدغم وفرح النصيبي .
و اوضح الجزيري ان كل المسائل الخلافية حول الدستور تم حلها و انه من الممكن انهاء اليوم او غدا الاربعاء المصادقة عليه بالكامل.
وكانت تقارير اخبارية نقلت اليوم الثلاثاء 21 جانفي 2014 تسريبات مفادها ان هنالك حوالي 21 نائبا من حركة النهضة قدموا استقالاتهم من الحزب احتجاجا على ما اعتبروه تنازلات كبيرة من الحركة من أجل التوافق مع المعارضة وبسبب مواقف الحركة في القضايا الخلافية في الدستور.
و أكدت نفس التسريبات أن من بين ال21 نائبا الذين قدموا استقالاتهم الحبيب اللوز والصادق شورو ومنية ابراهيم.
هذا و كان عدد من نواب حركة النهضة المحسوبين على “التيار المتشدد ” قد صرحوا لـ”افريكان مانجر” انهم غير راضين على عدد من فصول التأسيسي و ان هناك ضغطا على النواب لقبول كل فصول التأسيسي التي لا تتماشى في بعض الاحيان مع قناعاتهم الشخصية بحسب تعبيرهم.
في المقابل ورغم هذه الخلافات صلب النهضة، يلاحظ مراقبون أن حزب النهضة في الساحة السياسية التونسية يعتبر من أكثر الاحزاب تماسكا حيث لم يشهد من استقالات وانشقاقات كبيرة على غرار حليفيها بالترويكا المؤتمر و التكتل اللذان شهدا موجات كبيرة من الاستقالات الجماعية المتتالية .
وتحرص حركة النهضة على المحافظة على أكثرية المقاعد التي تتمتع منذ انطلاق أشغال المجلس الوطني التأسيسي وبـ 89 نائبا لتصبح بـ 90 مقعدا مؤخرا.
من جهته أكد المتحدث باسم حركة النهضة زياد العذاري في تصريحات اعلامية انه لا يوجد استقالات جماعية بالحركة و ان الحركة بصدد التحاور مع احد نوابها بالمجلس التأسيسي الذي رفض الكشف عن اسمه، اثر تلويحه بالاستقالة من الحركة بسبب تحفظاته على بعض خيارات الحركة السياسية خاصة المتعلقة منها بالدستور ،نافيا ما تم تداوله حول تقديم 21 نائبا من كتلة حركة النهضة لاستقالتهم من الحزب.
و من جهتها ،اعتبرت كتلة حركة النهضة ما تم نشره من تسريبات حول استقالة 21 نائبا من حركة النهضة من بينهم النواب الصادق شورو والحبيب اللوز ومنية ابراهيم خبرا غير جدي ويندرج في سياق الاشاعات حسب الصفحة الرسمية لكتلة حركة النهضة على الفايسبوك.
هذا و يعتبر عدد من المراقبين أن عددا من قيادات الحركة بما فيهم رئيس الحركة راشد الغنوشي حاولوا في المدة الاخير امتصاص غضب نواب الحركة بالتاسيسي لتعارضهم مع محتوى الدستور و يظهر ذلك جليا خاصة بخروج عدد من نواب الحركة عن السرب و تصويتهم ضد أغلبية مواقف الحركة.
و لا يخفى على عدد من متتبعي الشأن المحلي التكهن بوجود تيار ثاني بالحركة الذي يمكن ان ينشق قريبا عن القيادة الام بقيادة راشد الغنوشي و تكوين حزب اسلامي اخر أو انضمام عدد منهم الى الاحزاب الاسلامية “المتشددة ” نسبيا مقارنة بمواقف حركة النهضة في المدة الاخيرة والتي تميزت بالتوافقية مع المعارضة.
مها قلالة