تونس-افريكان مانجر
تسعى تونس للحصول على هبة من الحكومة الأمريكية عبر مؤسسة “تحدي الألفية الأمريكي” MCC، وهي هبة كان من المفترض أن يتم إمضاء الاتفاقية الخاصة بها منذ منتصف السنة الماضية.
ويجري حاليا وزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيد على هامش اجتماعات الربيع السنوية المنعقدة بواشنطن من 18 إلى 22 أفريل، لقاءات مع ممثلين عن مؤسسة “تحدي الألفية الأمريكي” (MCC) بهدف إنهاء مختلف الإجراءات.
وقد التقى وزير الاقتصاد و التخطيط بالمديرة العامة للمؤسسة Alice ALBRIGHT، وتم خلال الاجتماع، بحسب بلاغ للوزارة، التطرق إلى الخطوات التي تم قطعها لاستكمال الإعداد لتوقيع اتفاقية الهبة البالغ قيمتها 500 مليون دولار والتي سيتم تخصيصها لفائدة تطوير المنظومة اللوجستية للنقل البحري في ميناء رادس ومزيد تعصير آليات التحكم في الموارد المائية وتحسين التصرف فيها.
وأعرب مسؤولو المؤسسة الحكومية الأمريكية عن اهتمامهم بدراسة السبل الكفيلة قصد استكمال كافة الإجراءات ذات العلاقة حتى تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ في أفضل الآجال.
أسباب تعطل الاتفاقية
واستنادا الى ما أفاد به لمجد جده في حديث مع افريكان مانجر، فان الحكومة الأمريكية تعتزم تقديم هبة لتونس عبر شركة Mcc بهدف استكمال بناء الأرصفة 8 و9.
ولفت المتحدث، في تصريح سابق لافريكان مانجر، إلى أن الإشكال الكبير المطروح في علاقة بهذه الهبة، هو أن الجهة المانحة تشترط وجود شركة أخرى منافسة تعمل بالتزامن مع الشركة التونسية للشحن و الترصيف STAM، وهو ما عطل صرفها مشيرا في ذات السياق إلى أنها لم تفرض و لم تقترح أي شركة بعينها.
وللإشارة فان تدخل شركة أخرى للعمل بالميناء و مشاركتها لنشاط شركة الشحن و الترصيف يتطلب إما أن تُطلق الحكومة عرض طلب خاص بالأرصفة يتم على إثره اختيار شركة تشتغل مع الشركة التونسية للشحن و الترصيف أو أن تأخذ الشركة التونسية للشحن والترصيف بعد التفاوض مع كل الأطراف مسؤولية اختيار هذا الشريك.
ويذكر ان مؤسسة Mcc، قدمت دراسة خاصة بكامل المنطقة من الطريق المؤدية إلى الميناء وصولا إلى الأرصفة و محطات التخزين و سيتم عقب تقديم الدراسات إطلاق حوار مع الأطراف الاجتماعية لتحديد القرار النهائي.
وشدد الناطق الرسمي باسم الشركة التونسية للشحن و الترصيف لمجد جدة، أنه في صورة استكمال و استيفاء كل المراحل الضرورية و توفر كل الشروط فان مرحلة بناء الأرصفة و الأشغال ستستغرق 4 سنوات، مشيرا إلى أن التصرف في هذه الهبة سيكون من قبل الجهة المانحة دون سواها، وفق قوله.
ويذكر أن اتّفاقية الهبة الأمريكية و التي قيمتها 500 مليون دولار، تندرج ضمن برنامج “تحدي الألفية” و ستخصص لتعزيز قطاعات النقل والتجارة والمياه في تونس وستشمل المنحة التي مدتها خمس سنوات مشاريع مصممة لجعل التجارة بين الولايات المتحدة الأمريكية وتونس أسهل وأقل تكلفة من خلال الاستثمار في إدارة وتوسيع ورقمنة ميناء رادس فضلاً عن تحسين إدارة وحفظ موارد المياه الجوفية في البلاد.
وبحسب مصادرنا فانه سيتم تخصيص 150 مليون دولار أي حوالي 400 مليون دينار لتوسعة الرصيف 8 و 9 من ميناء رادس.