تونس- افريكان مانجر
إقبال ضعيف من التونسيين على “الصولد الشتوي” في يومه الأول، ورغم العروض الهامة والتحفيضات التي قدّمتها بعض العلامات التجارية المعروفة فقد فشلت في جذب الانتباه وتحسين المبيعات، وفقا لما أكده عدد من أصحاب المحلات لـ “افريكان مانجر” اليوم الأربعاء غرة فيفري 2023.
مبيعات ضعيفة
ويقول البعض “كنّا نتوقع إقبالا أفضل مما سجلناه في ساعات الصباح الأولى… غير أنّ اليوم الأول خيب الآمال والبيوعات ضعيفة جدّا”، معبرين عن أملهم في تحسن نسب الإقبال خلال الفترة القليلة القادمة، سيما وأنّ موسم التخفيضات للفترة الشتوية ويتواصل على امتداد ستة اسابيع .
وكانت وزارة التجارة وتنمية الصادرات قد دعت التجار إلى الانخراط بكثافة في هذه التظاهرة التجارية والاستهلاكية الهامة لدفع الحركية الاقتصادية ودعم القدرة الشرائية للمستهلك.
كما شددت على ضرورة الالتزام بالتراتيب القانونية خاصة على مستوى إيداع التصاريح واحترام نسبة التخفيض الدنيا المحددة بــ 20 بالمائة والتأشير الثنائي للأسعار وإعلام المستهلك بكل المعطيات التي تضمن شفافية هذه العملية وتمكنه من ممارسة حقه في الاختيار.
ويُعزى ركود تجارة الملابس الجاهزة خلال فترة “الصولد” الى عدّة أسباب، أهمها تدهورة المقدرة الشرائية للتونسي مقابل الارتفاع المشط في أسعار مختلف المواد والمنتوجات، ممّا جعل الأولوية لإقتناء الحاجيات الأساسية، وفقا لما صرّح به لطفي الرياحي رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لـ “افريكان مانجر”، لافتا الى أنّ الرواتب ومدخول اغلبية الاسر لم يعد كافيا حتى لسداد تكاليف الحاجيات اليومية.
وأضاف المصدر ذاته أنّ العديد من التونسيين فقدوا الثقة في العروض المُقدمة خلال موسم التخفيضات، وبعضهم يعتبرها تخفيضات وهمية، ذلك ان مهنيين يقومون باشهار عمليات تخفيض كاذبة في الأسعار وبعضهم أيضا يتلاعب بالأسعار المرجعية للمنتوجات المروجة.
ركود تجارة الملابس الجاهزة
وفي سياق متصلّ، شدد رئيس المنظمة على ان الشركات التي تعمل تحت العلامة الأصلية والتي يُطلق عليها نشاط الفرنشيز (Franchise) أضرت كثيرا بالسوق الداخلية التونسية، مضيفا أنّ مشكلة “الفرانشيز” باتت اليوم تمثل إشكالية امام انتعاشة تجارة الملابس الجاهزة خلال فترات الصولد.
ولفت الى أنّه من غير المعقول السماح لهذه الشركات بمواصلة العمل بهذه الطريقة في تونس مشيرا الى أنّ العديد من منتوجات “الفرانشيز” لا يتجاوز سعرها في الخارج 10 أورو في حين أنّ المنتوج نفسه يُباع في السوق التونسية بأكثر من 100 دينار، وهو أمر غير مقبول بحسب تعبير الرياحي، كما اكد ان أغلبية سلع الشركات التي تعمل تحت العلامة الاصلية ذات جودة متدنية ولا تطابق مع المنتوجات المعروضة في البلدان الأخرى.
في انتظار الانتعاشة
ويامل العديد من التجار في ان يحققوا انتعاشة خلال موسم التخفيضات الحالي، علما وان مبيعات محلات الملابس الجاهزة في السوق التونسية تراجعت بأكثر من 60 %، استنادا الى ما ذكره سابقا رئيس الغرفة الوطنية للملابس الجاهزة والأقمشة التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية محسن بن ساسي لـ “افريكان مانجر”، واصفا حالة الركود بـ “غير المسبوقة”.
جدير بالذكر ان موسم التخفيضات الدورية لشتاء 2022 (الصولد) كان كارثيا ولم يحقق النتائج المرجوة منه، بحسب ذات المتحدث، حيث تراجعت مبيعات التجار بأكثر من 50 بالمائة.
ويقول بن ساسي، ان الوضعية الاقتصادية والمالية الصعبة للتونسيين جعلتهم يخيرون اقتناء المواد الأساسية والغذائية بدل الاقبال على الصولد.