تونس- افريكان مانجر
أعلنت وزارة الداخلية أمس أن الوحدات الأمن بسوسة و فرقة مكافحة الإرهاب تمكنت من إلقاء القبض على خلية إرهابية بولاية سوسة تتكون من 10 أشخاص ثبت تورطها في تمويل الجماعات الإرهابية بالشعانبي بالإضافة إلى ارتباطها بالإرهابي الخطير المتواجد بالشعانبي محمد الصالح الذويبي .
و أشارت الوزارة إلى أن الخلية تتضمن أيضا فتاتين قامتا بعملية تزويد الإرهابيين بالمسدسات وبمحاولة إخفائها عند شروع الوحدات الأمنية بالقبض على هذه المجموعة.
و بحسب مصادر “افريكان مانجر “فان الخلية التي ذكرتها وزارة الداخلية وتم إلقاء القبض عليها متواجدة بمعتمدية القلعة الكبرى من ولاية سوسة مما يدعو إلى التساؤل عن الغزو “الإرهابي ” الذي شهدته هذه المدينة الصغيرة الساحلية بعد ان كانت تسمى بامتياز “المدينة التجمعية و الدستورية ” قبل الثورة .
مدينة تجمعية قبل الثورة
عرفت مدينة القلعة الكبرى بولائها سابقا الى الحزب الدستوري منذ عهد الرئيس الراحل الحبيب برقيبة حيث كانت توصف “بقلعة النضال ” و من تمة انخراط جل سكانها بحزب التجمع المنحل حيث كان ينشط بكثافة و متواجد بقوة في هذه المدينة قبل ثورة 14 جانفي 2011 رغم وجود تيارات أخرى معارضة فيها الا انها لم تجد وزنها السياسي بسبب هيمنة الحزب السابق .
القلعة الكبرى على رأس المدن المصدرة للإرهابيين
وكانت دراسة ميدانية أعدها الباحث التونسي وأستاذ التاريخ السياسي الحديث والمعاصر عبد اللطيف الحناشي حول الشبان التونسيين المقاتلين في سورية، كشفتت أن عدد التونسيين المتواجدين في سورية بغرض القتال يفوق 1900 شخص.
وقال الحناشي أيضا إن 27 في المائة من عينة المقاتلين الذين درس حالاتهم ينحدرون من منطقة الساحل التونسي، مشيرا إلى أن منطقة القلعة الكبرى التابعة إداريا لمحافظة سوسة هي من أكثر المناطق تصديرا للمقاتلين.
امني سابق من حركة النهضة وراء تسفير الشباب
و نقلا لما أفادتنا به مصادر أمنية بالجهة فان مدن القلعة الكبرى و معتمدية مساكن و حي الرياض هم من أكثر الأماكن التي يتركز بها الفكر السلفي التكفيري بالإضافة إلى تمركز شبكات التسفير إلى سوريا في هذه المناطق.
و استنادا لنفس المصادر التي صرحت” لافريكان مانجر” فإن القائم على شبكات التسفير في مدينة القلعة الكبرى هو امني سابق معزول و ينتمي إلى حركة النهضة الإسلامية و له إلى حد الآن علاقات بالسلك الأمني بمنطقة الأمن بسوسة وهو ما يفسر إلى حد ما صمت السلطات بخصوص انتشار عمل هذه الشبكة في القلعة الكبرى .
و للإشارة فان أهالي هذه المدينة تفطنوا لتورط هذا الشخص في عمليات تسفير أبنائهم إلى سوريا فقرر الاختفاء و هو مختفي منذ مدة عن أنظار أهالي المنطقة بينما أكدت زوجته بأنه متواجد في سوريا الآن، وفق شهود عيان.
أمير السلفية أصيل مدينة القلعة الكبرى
و في هذا السياق ينحدر “ما يسمى لدى الأوساط السلفية بأمير السلفية بمنطقة سوسة “” ادم بوقديدة ” من جهة القلعة الكبرى و هو احد القيادات التيار السلفي في منطقة الساحل, وتم إلقاء القبض عليه في أحداث بئر علي بن خليفة الإرهابية.
بعض أسماء مقاتلين قتلوا في سوريا
و يذكر” افريكان مانجر ” بالقائمة الأولية لعدد من “المقاتلين ” من أصيلي هذه البلدة منذ اندلاع الحرب في سوريا و هم كل من هيكل بلعيد (29عاما) , محمد علي بن سعد (25 عاما) ,حسام الفقيه (24 عاما( ,فاروق ونيس )25 عاما ( ,محمود الوصيف , أبو حمزة التونسي ,عمر عبودة ” عبد الله التونسي “.