تونس-افريكان مانجر
قال أستاذ علم الاجتماع التونسي حسان القصاب “لافريكان مانجر” إن “الظواهر الاجتماعية” في البلدان غير المستقرة تزداد و تتنوع مشيرا إلى أن هذه الظواهر قد تتكاثر في ظل المناسبات الكبرى على غرار الانتخابات و أشار في هذا السياق إلى وجود عدد من المرشحين و الأحزاب في تونس يمكن أن يتم “وصفهم بالظواهر ” التي تختفي عبر الزمن .
سليم الرياحي “ظاهرة اجتماعية زائلة ”
و تحدث في هذا السياق “القصاب “عن شخصية رجل الأعمال التونسي و رئيس الحزب الوطني الحر سليم الرياحي و امكانية اعتباره ظاهرة اجتماعية و من الشخصيات التي تشبه رئيس الحكومة الايطالية السابق سيلڤيو برلسكوني حيث أوضح بان برسكوني قد اعتمد قبل حكمه لايطاليا لمدة عشر سنوات على “المال و على استقطاب الفئات الشعبية و التأثير عليهم “.
و قال في السياق ذاته بأن سليم الرياحي “الشاب المتأنق ” يستطيع أن يكون محل متابعة من بعض الشباب المهمش و الذي يرى فيه قدوة آو معونة لإخراجه من “الفقر ” و بناء مستقبل أفضل .
و للإشارة فعلى عكس انتخابات 23 أكتوبر 2011 و التي لم يكن فيها للرياحي حظوظ كبيرة فان انتخابات هذه السنة و خاصة بعد ترأسه اكبر النوادي الكروية بالبلاد مكنت حزبه من مقاعد مهمة واحتل المرتبة الثالثة في النتخابات التشريعية .
هذا و قد اعتمد الرياحي منذ بداية حملته الانتخابية على التوجه للفئات و الأماكن الشعبية و بتقديم عدد من الوعود الانتخابية التي تهم الاستثمارات الكبرى ببعض الجهات .
و الملاحظ بأن المعجبيين بالرياحي على موقعه الرسمي قد ارتفع في المدة الأخيرة حيث وصل عدد المعجبين بصفحته الخاصة في حدود ال300 ألف شخص مما يؤكد وجود “شعبية ولو افتراضية له على الساحة التونسية .”
العريضة الشعبية “ظاهرة صدمت الجميع في 2011 ”
و بالعودة إلى أول انتخابات نظمت بعد ثورة 14 جانفي فقد اعتبر وقتها حزب العريضة الشعبية الظاهرة الاجتماعية ” التي صدمت الجميع و حتى “أصحاب شركات استطلاع الرأي ” و كانت مفاجئة أن تفوز تلك القائمة المستقلة بالمرتبة الرابعة في النتائج النهائية الانتخاب أي ما يعادل 19 نائبا بالمجلس الوطني التأسيسي .
وتعهّد الحزب حينها بتوفير الرعاية الصحية بالمجان، إضافة إلى برنامج تعويضات البطالة قيمته 200 دينار تونسي لكلّ من النصف مليون عاطل عن العمل في تونس. كما تعهّد وقتها رئيس الحزب الهاشمي الحامدي شخصيّاً بأن يضخّ 2 مليار دينار تونسي لصالح ميزانية الدولة.
وعود تقبلتها الفئات الضعيفة و الفقيرة بكل جدية و صوتوا للحزب الذي لم يكمل السنة ” متكاملا “حيث تم تفككه بعد حوالي السنة من دخول نوابه بالمجلس الوطني التأسيسي و تم خروج أغلبية أعضائه منه مما اضطر رئيسه “محمد الحامدي ” إلى تكوين حزب جديد تحت اسم “حزب المحبة “.
مها قلالة