تونس-افريكان مانجر
طفت على الساحة السياسية التونسية من جديد “مسألة الاغتيالات السياسية ” و تزامنها مع عدد من المواعيد و المناسبات الرسمية حيث حذرت الداخلية التونسية أمس وفي يوم واحد ثلاث شخصيات من المعارضة التونسية من محاولات اغتيال قريبة تهدد حياتهم .
و يأتي تحذير وزارة الداخلية أمس ,كل من زوجة المعارض التونسي محمد البراهمي و الذي تم اغتياله في عيد الجمهورية من سنة الماضية و رئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي و القيادي بحزب العمال حمة الهمامي ,بالتزامن مع عيد الاستقلال التونسي مما جعل عدد من المراقبين يتساءلون عن حقيقة هذه الاغتيالات و عن صحتها خاصة بورودها من طرف المخابرات الأمريكية .
الاستخبارات الأمريكية تحذر وكالة الأمن الخارجي التونسي
و في هذا السياق قال المحلل السياسي يوسف الوسلاتي في تصريح “لافريكان مانجر” أن هنالك مخططا إرهابيا كاملا يقف وراءه أنصار الشريعة التونسي في ليبيا مشددا على آن هذه الأطراف تختار في تنفيذها للعمليات الإرهابية “تواريخ رمزية ” لبث روح جديدة و رفع معنويات “أنصار هذا التيار ” خاصة بعد الضربات التي عصفت في المدة الأخيرة من قبل السلطات الأمنية .
و قال الوسلاتي إن التخطيط لعمليات الاغتيال هذه قد تم في ليبيا و إن وزارة الداخلية التونسية قد تلقت هذه المعلومات عن طريق وكالة أمن خارجي و بالتحديد عن طريق وكالة الاستخبارات الأمريكية .
و شدد نفس المتحدث عن وجود عمل مشترك بين تنظيم انصار الشريعة التونسي و الذي يقوده ابو عياض التونسي المتواجد حاليا في ليبيا و بين تنظيم انصار الشريعة الليبية المتركز خاصة في ثلاث ولايات ليبية و هي كل من سرت و بنغازي و درنة .
الحكومة الليبية تقرر شن حرب على أنصار الشريعة
من جهتها أعلنت الحكومة الليبية ليل الأربعاء الخميس، حربها على الإرهاب متهمة للمرة الأولى علناً “تنظيمات إرهابية” بالوقوف وراء عشرات الاعتداءات وعمليات الاغتيال ضد أجهزة الأمن والغربيين في شرق البلاد.
وأوضحت الحكومة الليبية ن “مدن بنغازي ودرنة (شرق ليبيا) وسرت (وسط) ومدنا أخرى تواجه حربا إرهابية من قبل عناصر ليبية وأجنبية و في ذلك إشارة إلي تنظيم أنصار الشريعة الليبي و التونسي .
كما دعت الحكومة “الأسرة الدولية والأمم المتحدة إلى تقديم الدعم الضروري من أجل استئصال الإرهاب من المدن الليبية”.
إمارات سلفية في حي التضامن بزعامة أنصار الشريعة
في سياق متصل أكد الكاتب العام لنقابة الأمن الجمهوري وليد زروق في تصريح “لافريكان مانجر” أن مسألة الإرهاب و الاغتيالات السياسية تقف وراءها إرادة سياسية و أن بداية التصدي للإرهاب و الجماعات الإرهابية يبدأ باستئصالها من المناطق التونسية مشددا على وجود “إمارة سلفية بحي التضامن ” بالعاصمة التونسية .
و شدد زروق على أن الجماعات الإرهابية في تونس تتلقى الدعم اللوجستي من ليبيا خاصة و أنها تنتعش في ظل إضطرابات أمنية و سياسية كبيرة بالمنطقة.
و أوضح عضو نقابة الآمن الجمهوري أن “فرقة حماية الشخصيات ” لن تستطيع تأمين هذا العدد الكبير من الشخصيات المهددة بالقتل .
انتقام من نجاحات الداخلية
و في هذا السياق و بحسب نفس المصادر النقابية قال الكاتب العام لنقابة قوات الأمن الداخلي شكري “لافريكان مانجر” إن الجماعات الإرهابية في تونس ستنتقل في المراحل القادمة من العمليات “الغير المنتظمة ” إلى العملية النوعية الصحيحة و ذلك باستهداف شخصيات وطنية و ذلك في انتقام بعد النجاحات التي حققتها وزارة الداخلية .
و كان تقرير لمعهد واشنطن للدراسات قد حذر من وقوع جرائم اغتيال جديدة في تونس خصوصا إذا استهدفت حزب نداء تونس، مشيرا إلى أن ذلك يمكن أن يؤدى إلى اضطرابات واسعة النطاق و أن يلقى الكثيرون من ” المعسكر العلمانى” اللوم على النهضة بسبب التواطؤ الصريح أو على الأقل تجاهل التهديدات التي صدرت ضد كل من شكري بلعيد و محمد البراهمي.
و يتساءل عدد من المراقبين عما إذا “سيكون الاغتيال القادم ” في تونس من نفس التيار الإيديولوجي للاغتيالي السابقين أو انه سيتم تغيير خطط “الجماعات الإرهابية ” و سيتم التوجه إلى هدف “غير معروف ” و من عائلة إيديولوجية جديدة بهدف تشتيت الشمل التونسي و إرباك الأطراف السياسية .
مها قلالة