تونس-افريكان مانجر- وكالات
أفادت دراسة نشرتها اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الاسكوا ” في منتصف أوت الجاري أن الأزمة الليبية يمكن أن تؤثر في التجارة وقطاع الطاقة والسياحة في تونس كما يمكن أن تهدد فرص إقلاع الاقتصاد التونسي المتوقع خلال سنة 2015.
واهتمت الدراسة التي ركزت على تأثيرات الأزمة الليبية على كل من تونس ومصر أساسا بالتجارة لاسيما في قطاع الطاقة والتجارة غير المهيكلة والتحويلات المالية للعمال التونسيين بليبيا ولاحظت أن تونس خاضعة بشكل كبير للقطر الليبي على مستوى المنتجات الطاقية.
و للإشارة فأن منظمة ” الإسكوا ” هي إحدى اللجان الإقليمية الخمس التابعة للأمم المتحدة وهي توفر إطاراً لصياغة السياسات القطاعية للبلدان الأعضاء ومواءمتها، ومنبراً للالتقاء والتنسيق، وبيتاً للخبرات والمعرفة، ومرصداً للمعلومات. وتهدف الإسكوا إلى دعم التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين بلدان المنطقة وتحفيز عملية التنمية فيها من أجل تحقيق التكامل الإقليمي.
و قد انضمّت كلّ من الجمهورية التونسية وليبيا والمملكة المغربية إلى عضوية الإسكوا في شهر سبتمبر 2012 ليصبح عدد أعضاء اللجنة 17 بالإضافة إلى دولة قطر .
التجارة الموازية تمثل 83 بالمائة من النشاط الأساسي
و أفادت الدراسة التي نشرتها المنظمة الاممية أنه منذ شهر جانفي 2014 يتزود البلد”تونس ” بالغاز والنفط أي بحوالي 650 الف برميل بفضل اتفاقية تم التوقيع عليها سنة 2013 تقر بتوفير 25 بالمائة من حاجيات تونس من الوقود من ليبيا.
وبخصوص التجارة الغير المهيكلة أوضحت الدراسة أن التوقعات بشأن الوقع الاقتصادي الناجم عن غلق الحدود التونسية الليبية تبدو صعبة لكن يمكن لبعض المعطيات أن تكشف بعض الضوء حول هذه المسألة فالتجارة الموازية تمثل النشاط الأساسي ل83 بالمائة من سكان بنقردان وهي نقطة عبور حدودية بين تونس وليبيا و20 بالمائة من السكان النشيطين للمنطقة.
15 ألف عائلة تونسية دون دخل بسبب الأزمة
وذكرت الدراسة بتقرير الأمم المتحدة الذي جاء فيه أن ما بين 10 ألاف إلى 15 ألف عائلة تونسية لم يتحصلوا على دخل منذ فيفرى 2011 وهو ما قد يكون ناجما عن الأزمة الليبية.
وتدخل عدة منتجات قادمة من الصين وتركيا عبر الأراضي الليبية بسبب ما وصفته الدراسة بتفاوت في الضريبة قد يصل الى 78 بالمائة.
890 مليون دينار مداخيل السياحة التونسية من الليبيين
أما في ما يتعلق بالسياحة الذي يمثل قطاعا حيويا للاقتصاد التونسي فان مجموع المداخيل المتأتية من السياح اللبيبين الوافدين يبلغ 890 مليون دينار وفق الدراسة التي استندت في أرقامها الى معطيات البنك الإفريقي للتنمية.
ورأت الدراسة أن القطاع السياحي في تونس الذي حقق نسبة نمو بنسبة 5.3 بالمائة مدعو لمزيد تأكيد قدراته على التعافي.
تأثيرات سلبية على سوق الشغل التونسية
وفي تطرقها للتحويلات المالية للعمال التونسيين بليبيا اعتبرت الدراسة أن هذه التحويلات رغم أنها لا تمثل سوى 0.52 بالمائة من الناتج المحلي الخام فانها يمكن أن توثر سلبا على القطاع الخاص وسوق الشغل حيث غادر 40 حوالي الف عامل تونسي سنة 2012 الأراضي الليبية.
وتشهد ليبيا حاليا صراعا مسلحا بين مليشيات متناحرة مما فاقم تقويض الاستقرار بالمنطقة.